ديانا ماريا
خداع قاسى
بالظبط.
ابتسمت جودي ازيك يا داليا عاملة إيه
ردت داليا ببرود بخير.
نظرت عايدة لعلياء بنظرة معينة طيب تعالي يا علياء نجيب حاجة نشربها والبنات يقعدوا مع بعض.
أومأت علياء فورا اه يلا مش هنتأخر.
خرجوا ليجد أمجد بانتظارهم فقال بتساؤل إيه فيه حاجة
هزت علياء رأسها لا إحنا قولنا نسيب البنات يتعرفوا براحتهم وكمان يمكن جودي تقدر تخرج داليا من اللي هي فيه.
عايدة بجدية لا تناسب قولها متخافش بنتي رغاية وهتاكل دماغها ومش هيبقى
عندها وقت تفكر من الصداع اللي هيجي لها بسببها.
اقتربت جودي حتى تجلس أمام داليا على السرير قائلة بعفوية على فكرة اسمك حلو زي اسمي إحنا داخلين سنة أولى ثانوي مع بعض أنت عايزة تبقي أدبي ولا علمي
ردت داليا بلامبالاة مش عارفة.
نظرت لها داليا بدهشة فتابعت جودي بحماس وبرضو أنا مش محددة أنا عايزة أطلع يعني حاطة كل الإحتمالات قدامي وفي نفس الوقت بقول أسيبها لوقتها يعني أنت كمان معاك حق تعرفي أنا كنت متحمسة اجي هنا أوي.
رفعت جودي كتفيها بحب أتعرف على ناس جديدة وأعمل صحاب الإجازة المرة دي مملة أوي صاحبتي مسافرة مع أهلها والتانية ساكنة بعيد عني وأنا لوحدي في البيت و معنديش أخوات بنات فحبيت اجي أتعرف عليك ونبقى صحاب أصل أنا عندي أدهم أكبر مني في الجامعة وسليم عنده عشر سنين فأنا الوسطاني المهدور حقه.
قالت جودي بتلقائية تعرفي أنا حبيت عمو أمجد جدا من ساعة ما خالتو اتجوزته راجل لطيف جدا تعرفي أنك شبهه.
لمعت عينا داليا برقة بجد شبهه
قالت جودي بمرح أيوا لطيفة كفاية أنك لحد دلوقتي مطردنيش من الأوضة بسبب رغي مش زي ماما بتحدفني بأي حاجة في إيدها أيا كانت علشان أسكت مرة كنا في المطبخ وأنا مش مبطلة رغي راحت حدفتني بالمغرفة اللي في إيدها جت في دماغي.
بالخارج قال أمجد لعايدة بامتنان شكرا يا عايدة على تعبك مش عارف أقولك إيه.
ردت عايدة بعتاب متقولش كدة يا أمجد إحنا مفيش بيننا شكر إحنا أهل وبعدين بنتك هي بنتي كمان.
فجأة أمسكت علياء ببطنها وهي تقعد جاجبيها بشدة انتبه لها أمجد فأسندها بقلق مالك يا علياء
قالت عايدة پخوف أنا هروح أجيب دكتور بسرعة.
ثم ذهبت بينما تسارعت أنفاس علياء من الألم الذي حاولت أن تكتمه ولم تستطع فأفلتت صړخة منها وهي تقع بين ذراعي أمجد.
يتبع.
خداع_قاسي.
بقلم ديانا ماريا.
الجزء 25
لم ينتظر أمجد وحملها وهو ينادي الممرضة فأحضروا سرير طبي على الفور لتفحص علياء طبيبة نسائية.
سألتها الطبيبة مدام علياء أنت عندك تاريخ مرضي قبل كدة
جلست علياء أمامها بوجه متعب أنا كان عندي مشاكل في الخلفة قبل كدة وحملت بس سقطت للأسف من جواز سابق.
أومأت الطبيبة وهي تكتب أمامها فسألها أمجد بقلق فيه حاجة ولا إيه يا دكتورة
هزت رأسها قائلة بنبرة عادية لا لا مفيش حاجة بإذن الله احتمال كبير التهاب بسيط بس عايزين نعمل الأشعة دي على الرحم علشان نتأكد أنه كل شيء بخير.
ثم أعطتهم الورقة مع ابتسامة عملية فنهض أمجد وعلياء بعد أن حقتنها الطبيبة بمسكن للألم.
كانت جودي جالسة على حافة سرير داليا بعد أن غمرتها بحكاياتها المختلفة لتشعر داليا بالود ناحيتها وناحية لطفها.
قالت جودي بابتسامة أنا مبسوطة بجد أنه خالتو اتجوزت باباك هو شخص محترم وكويس مش زي اللي كانت متجوزاه قبل كدة كان إنسان وحش خالص الحمد لله أنها اتجوزت عمو أمجد وأنت كمان باين عليك لطيفة أنا كنت زعلانة أنها مش بتخلف لحد
ما شوفتك.
تغيرت قسمات وجه داليا وذكريات سوء تعاملها مع علياء خاصة حين جرحتها بكلماتها بأمر من والدتها تعود إليها لتعيد شهورها بالذنب خاصة أن علياء لم تلمها أبدا على ما فعلته وسامحتها.
دلفت عايدة لتسألها جودي بعفوية أمال خالتو علياء وعمو أمجد فين يا ماما
تنهدت عايدة علياء تعبت فأمجد خدها يكشف عليها.
انتبهت داليا لكلامها وفي وذلك الوقت دلف أمجد يسند علياء فوجهت داليا حديثها لعلياء بقلقمالك ألف سلامة عليك
قالت علياء بابتسامة شاحبة مفيش شوية تعب بس.
تطلعت لوالدها طب والدكتور قال إيه يا بابا
أجاب أمجد بحواجب معقودة وهو يلاحظ لأول مرة اهتمام داليا بزوجته هتعمل إشاعة ونشوف بس بإذن الله حاجة بسيطة.
وفي حركة أثارت دهشة الكل مدت داليا يدها لتضعها على يد علياء خدي بالك من نفسك واسمعي كلام الدكتور علشان صحتك.
ارتسمت ابتسامة على وجه علياء رغم ذهولها ولكنها لم تستطع الرد فاكتفت بهز رأسها بينما يراقب أمجد الموقف بدهشة ممزوجة بالفرح لأن هذه أول بادرة تقبل من داليا لعلياء.
بعد ذهاب عايدة وابنتها أتت عمتها حتى تطمئن عليها تقدمت بخطوات مترددة وداليا جالسة بهدوء.
وقفت متوترة للحظات حتى اندفعت نحوها بشكل فاجئ داليا وعانقتها بشدة وهي تبكي حقك عليا يا حبيبتي أنا غلطت كنت عبيطة ومفرقتش أنت بنت أخويا في النهاية.
ربتت داليا على ظهرها بتسامح ولا يهمك يا عمتو.
نظرت لها نورا بندم سامحيني يا بنتي أنا الكره عماني ونسيت أنك بنتي وأنا اللي ربيتك على إيدي.
قبلت جبينها وعانقتها مرة أخرى لتبادلها داليا العناق ليزفر أمجد بعمق ارتياحا لأن كل العقد التي واجهته بدأت تنحل واحدة تلو الأخرى.
خرجت داليا في اليوم التالي وحين دلفت للمنزل وجدت مفاجأة كبيرة في انتظارها هناك وقفت عائلتها المكونة من والدها وعلياء وعمتها وزوجها وأولادهم مع أيضا عايدة وجودي وأصدقائها القدامى يقفون أمام طاولة كبيرة معدة بكل يمكن للاحتفال بعيد ميلادها الذي لم يحدث فقد كان هناك كعكة كبيرة عليها شمعة بعمرها وأيضا مقبلات وحلويات شهية.
حين دخلت صفقوا جميعا مرحبين بعودتها فوقفت داليا بعيون دامعة تحدق إليهم وغصة في خلقها تمنعها من الكلام تأثرا بما تراه أمامها إلا أنها وبشكل خاص نظرت لوالدها عبرت من خلالها عن كل ما في داخلها ولا تستطيع أن تقوله في مجرد كلمات فتقدم والدها وهو يعانقها بشدة.
تعلقت داليا برقبته ودمعة تنهمر من جانب عينها أنا بحبك أوي يا بابا.
مسح أمجد على شعرها بحنان وأنا كمان يا حبيبتي أنت مش عارفة غلاوتك عندي كبيرة إزاي.
شعرت داليا بحال أفضل وقضت وقت ممتع مع جودي ورفقائها في وسط تلك الضوضاء تسللت علياء لغرفة نومها وشردت وهي تتذكر كلمات الطبيبة حين ذهبت إليها وحيدة بعد أن أصرت ليبقى أمجد مع داليا.
قالت الطبيبة بابتسامة لا الأمور تمام التهاب بسيط في بطانة الرحم ومع شوية أدوية هتبقي تمام أنت ماشية على دوا معين ولا حاجة من ساعة الجواز
هزت رأسها لا يا دكتورة زي ما قولتلك لما أجهضت فرصي في الخلفة بقت صعبة جدا وجوزي دلوقتي عارف كدة ومتقبله.
عقدت الطبيبة حاجبيها بس أنا شايفة أنه الموضوع مش بالصعوبة دي يا مدام علياء يعني مع شوية أدوية ومعالجة صحيحة إحتمال جدا حضرتك تحملي.
اتسعت عيون علياء بدهشة حضرتك بتقولي إيه
أكدت لها الطبيبة بجدية بقول لحضرتك حملك مش مستحيل زي ما مفكرة أهم حاجة تتعالجي صح.
اضطربت أنفاسها وهي تحدق للأرض تشعر بالضياع هل ما تسمعه هو حقيقة أم مجرد خيال منها
رفعت وجهها تسأل
الطبيبة باضطراب حضرتك متأكدة أني.... أني ممكن أبقى حامل
رفعت الطبيبة كتفيها والله كل شيء وارد مقدرتش أقولك إحتمال مؤكد بس هو مازال إحتمال كبير جدا أنه العلاج يجيب نتيجة وتحملي في النهاية مفيش حاجة بعيد على ربنا.
ابتلعت ريقها بصعوبة قائلة بصوت متحشرج بس أنا مش هقدر أعمل كدة يا دكتورة أخاف اتأمل ويطلع على الفاضي.
نظرت لها الطبيبة بعطف أنا متفهمة ترددك يا مدام بس صدقيني هيبقى في مصلحتك على العموم فكري براحتك لسة قدامك وقت لحد ما الالتهاب يروح.
كانت ماتزال تشعر بالحيرة والعڈاب معا فهي لا ترغب بالمخاطرة على أساس أمل واهي.
حين لاحظ أمجد اختفائها بحث عنها ليجدها على هذه الحالة فاقترب منها بقلق مالك يا علياء
تطلعت له بعيون دامعة فصدم إيه اللي حصل للدرجة دي
سردت له ما قالته الطبيبة بصوت مرتجف ثم تابعت پانكسار مقدرش يا أمجد افرض العلاج منفعش بعد ما أكون اتأملت على الفاضي واستنيت مش هقدر استحمل خيبة الأمل دي أبدا.
فوضع ذراعه حولها وهو يتنهد طب يا حبيبتي اعملي اللي يريحك متضغطيش على نفسك لو عايزة أنا معاك لو مش عايزة براحتك برضو أهم حاجة متزعليش كدة.
همست پألم طب لو العلاج جاب نتيجة فيه أمل أني أبقى أم بعد ما كنت خلاص اتأقلمت وعيشت أني مش هخلف أبدا يا أمجد! أنا تعبانة ومش عارفة أعمل إيه.
لم يستطع أن يجيبها فهو يريدها أن تتخذ ذلك القرار بنفسها حتى لا تشعر بالضغط.
قال برقة أنت شوفي أنت عايزة تعملي إيه وأنا معاك فيه ولو ربنا أراد وكان لينا نصيب نخلف هكون أسعد إنسان في الدنيا أني جيبت ولد أنت أمه ولو ملناش نصيب مش هيتغير أي حاجة بالنسبة هفضل أحبك زي ما أنت كفاية وجودك في حياتي.
ابتعدت عنه قليلا بدهشة بتحبني
ابتسم بحب طبعا بحبك يا علياء إزاي مش هحبك وقفتي جنبي في أصعب أوقات حياتي ورغم كل اللي حصل مزهقتيش ومشيتي لقيت معاك كل حاجة كنت بدور عليها إزاي محبكيش
احمرت وجنتي علياء من الخجل بينما برقت عيناها من السعادة وأنا كمان يا أمجد حبيتك وحبيت حنيتك ولطفك والأمان اللي لقيته معاك وكنت بدور عليه دايما.
ضمھا له بحنان فاستندت برأسها على كتفه براحة لم تذق النوم تلك الليلة فقد كانت مستيقظة تفكر حتى ألمها رأسها كانت تنظر بين الحين والآخر إلى أمجد الذي ينام بجانبها حتى تنهدت وقررت أخيرا.
مرت خمسة أشهر على مداومة علياء للدواء وقد قررت المخاطرة والتجربة ودعت الله ألا ينكسر قلبها حتى وإذا لم يتحقق أملها.
في يوم كانت تقف في الحمام تفرك يديها ببعضهما بتوتر وهي تنظر لاختبار الحمل بترقب حتى أن ضربات قلبها بدأت تتسارع أخذت عدة أنفاس عميقة حتى تهدئ من روعها ثم تقدمت لتنظر إلى الإختبار وحينها شهقت بصوت عالي وهي تضع يديها على فمها بعدم تصديق إن نتيجة الإختبار إيجابية! أنها حامل!
كادت تسقط من شدة وقع المفاجأة عليها فاستندت