ديانا ماريا
خداع قاسى
فيها الاستغراب العميق في أول كام شهر الأمور كانت عادية لحد ما بدأت المشاكل تحصل كانت متحكمة جدا وبتحب تتحكم في كل حاجة على مزاجها ف طبعا حصلت مشاكل كتير شخصيتها اللطيفة اختفت وظهرت شخصية تانية مكانها غريبة وباردة وبتحب المشاكل كنت قررت انفصل لأني مش هقدر أكمل كدة وساعتها هي بقت حامل فيك قولت خلاص هديها فرصة تانية بس بعد ولادتك الموضوع مختلفش كانت مهووسة بالسيطرة ونرجسية ومش مهتمة غير بنفسها وبتسيبك أغلب الوقت عند نورا بس استحملت علشان خاطرك وقولت يمكن تتغير مكنتش عايزك تتربي بين أب وأم منفصلين بس المشاكل زادت جدا وأنت بتكبري وبرضو مكنتش عايزك تشوفي كل المشاكل دي وتتعقدي لأنها كانت بتتخانق طول الوقت حتى لو على أتفه حاجة جات لي فرصة في الشغل أني أشتغل بعيد وانزل إجازة كل فترة وافقت علطول علشان أبعد شوية وناخد راحة من المشاكل يمكن الأمور تتعدل بيننا كنت بشتغل كام شهر وأرجع هنا إجازة وكانت الأمور عادية.
الحنين ماټ وعلى قد ما زعلت قولت الحمد لله خير يمكن ملوش نصيب يجي لكن لما الدكتور قال إنه الحنين كان مكتمل وعمر الحمل تسع شهور حسيت كأن حد جاب جردل مية ساقعة وصبه عليا هي كانت قايلالي أنها حامل في سبع شهور ومكنتش بروح معاها مواعيد الدكتور لأنها كانت بتتحجج بأي حجة علشان مروحش وأنا مكنتش بركز طلبت من الدكتور يتأكد قالي أنه متأكد والبيبي كان فاضله كام يوم ويتولد.
ارتبك ثم أكملطعنت في رجولتي كنت قرفان ومش عايز غير أني أطلقها مكنتش عايز فضائح تمس سمعتي ولا سمعتك لما تكبري وطلقتها كانت جدتك ماټت من سنين وأخوها مشي ومنعرفش مكانه.
حدق إليها بنظرة اعتذار وندم كنت عايزك تعيشي حياة كويسة حتى لو هتشوفيني الغلطان كنت مستعد ترمي عليا اللوم بس تكبري زي أي بنت في سنك علشان كدة كنت بدلعك بزيادة بحاول اعوض غيابها اللي مقدرش أبرره كنت بس مستني الوقت المناسب علشان أقولك لو جزء بسيط من الحقيقة سامحيني أنا رميتك في الڼار بإيدي لما سيبتك عندها بس مقدرتش أقولك حاجة.
لوى فمه بنصف ابتسامة غير راضي عن نفسه بس كنت غلطان تاني لأنك كبرتي ومينفعش أفرض عليك حاجة زي دي لأنها قلبت برد فعل عكسي معاك بعد ما قولت لنورا أني عايز اتجوز علياء قالتلي أنها في مرة من
المرات قالت قدام حسناء أني معجب بيها وعايز اتجوزها ولما بفكر في الموضوع بحس أنها عملت كدة قصدا رغم أنه مجرد إعجاب بس هي بتحب اللي في إيد غيرها هي محبتنيش أبدا بس الحاجة بتلمع في عينيها فجأة لما تكون مش بتاعتها.
قال بصوت متحشرج يظهر به آسفه العميق سامحيني يا داليا اتصرفت بس ده اللي دماغي جابتني ليه يا بنتي كنت بحاول أحميك.
يتبع.
خداع_قاسي.
بقلم ديانا ماريا.
الجزء 24
توقفت داليا تنظر لوالدها بعيون متسعة ويديها عالقتين في الهواء حتى أطلقت ضحكة جافة فجأة ماټت طب ده كويس.
بدأت تضحك بشكل هستيري ودموعها تتساقط وهي تردد نفس الكلمات بشكل متكرر ماهي كان لازم ټموت!
راقب أمجد حالتها الهستيرية پخوف وتقدم يمسكها من ذراعيها ويهزها بقوة داليا فوقي.
إلا أن حالتها ازدادت سوءا وانقلبت تلك الضحكات لصرخات مټألمة وهي تبتعد عن والدها وتضع يديها على أذنيها حتى سقطت على الأرض فاقدة للوعي.
ركع أمجد بجانبها هاتفا پذعر داليا! ردي عليا.
تقدمت علياء تقول بقلق يلا نروح المستشفى يا أمجد واضح البنت متحملتش اللي سمعته.
حملها أمجد على الفور ورائه علياء فشاهدتهم نورا التي كانت مازالت في الخارج وراقبت بذهول أمجد يركض وبين يديه داليا وعلياء ورائهم فسألتها بقلق مالها
أجابت علياء بسرعة وهي تلحق بأمجد منعرفش لسة يا نورا.
انتظروا في الخارج والقلق ينهش قلب أمجد وضميره يؤنبه لأنه أخبرها الحقيقة تعاظم الشعور بالذنب داخله لأنه تسبب في تلك الحالة لابنته التي حاول حمايتها بأي شكل.
خرج الطبيب فأسرع إليه بلهفة داليا عاملة إيه يا دكتور طمني
تنهد الطبيب عايز الصراحة مش كويسة نفسيا ولا جسديا حصل لها صدمة كبيرة.
ظهر الذنب جلي على وجه أمجد وسأله بخفوت طب أعمل إيه ولا هي لازمها إيه علشان تبقى كويسة
قال الطبيب بجدية مش محتاجة أكتر من أنها تبعد عن أي حاجة تزعلها وحبك واهتمامك هيفرقوا معاها جدا علشان متدخلش في حالة اكتئاب شديدة.
ولج أمجد للغرفة بعد أن سمح له الطبيب ليرى داليا نائمة يظهر الشحوب على وجهها بوضوح جلس بجانبه وأمسك بيدها بين يديه مقبلا إياها بحزن ودمعة تكاد تسقط من عل حافة رموشه سامحيني يا داليا أنا كنت عايز احميك بس معرفتش.
هزت داليا رأسها خلال نومها وكشر وجهها كأنها تعاني حلما مزعجا فهمست بابا....بابا.
مسح أمجد على شعرها بلهفة أنا هنا يا حبيبتي ارتاحي.
استكانت داليا عندما سمعت صوته وعادت لنومها بهدوء حين استفاقت في اليوم التالي كان الهدوء
هو الشيء الوحيد المسيطر على الموقف حين كانت داليا هادئة للغاية وتحدق أمامها بينما أمجد صامت وعلياء تجلس تراقب الموقف من عن بعد.
ابتسم أمجد محتاجة حاجة معينة يا حبيبتي
لم تنظر له داليا وهي تجيب بجمود لا.
أخذ نفسا عميقا ليحاول مجددا طيب جعانة
أجابت بنفس النبرة لا.
تنهد واحتوى يدها بيت يديه قائلا بعطف يا داليا متعمليش كدة سلامتك عندي بالدنيا كلها.
أغمضت عيناها بقوة فتابع بحب أنت بنتي وحبيبة قلبي أنا مش زعلان منك أنا عايزك تبقي كويسة وبخير.
كان ارتجف فمها المؤشر الوحيد على تأثرها ولكنها بقيت على وضعها فتنهد وهو يقف أنا هروح أشوف الدكتور.
خرج فتقدمت علياء لتجلس أمام داليا وتقول بهدوء عارفة أنك تعبانة بس تسمحي لي أقول حاجة
فتحت داليا عينيها ونظرت لها بجمود فتابعت علياء بجدية أنا عارفة أنه الحقيقة كانت صعبة جدا عليك بس ليه بتعاقبي والدك يا داليا إيه ذنبه
نظرت لها داليا بدهشة وقد اتسعت عيناها فتابعت علياء بحكمة أيوا يا داليا أنت كدة بتعاقبي أمجد أنا عارفة أنه مكنش سهل كل اللي حصل بس فكري لو مش سهل عليك فكان عامل إزاي عليه هو بس هو قرر يرمي كل ورا ضهره ويكمل علشانك أنت علشان ميشوفكيش في الحالة اللي أنت فيها دي دلوقتي هو لما بيشوفك بيحس أنه فشل في دوره وأنه كل اللي عمله السنين اللي فاتت راح على الفاضي أمجد بيتعذب وهو شايفك كدة.
أطرقت داليا رأسها وقد تجمعت الدموع في مقاتليها فأردفت علياء بعطف ممزوج بالعقلانية هو حاول علشانك دايما يا داليا حاولي أنت المرة دي علشانه لو مش علشان خاطر نفسك أنسي الماضي لأنه ماټ خلاص وعيشي وابدئي من جديد هتلاقينا كلنا بنمد إيدينا ليك.
سقطت دموعها بهدوء فمدت علياء يدها بتردد وربتت على كتفها ثم نهضت وجلست بجانبها فمالت داليا تبكي على كتفها لتضمها علياء إليها بحنان.
وعلى مضض ذلك اليوم تناولت داليا بعض الطعام إلا أنها بقيت هادئة في اليوم التالي حضرت عايدة مع ابنتها حتى يطمئنوا على داليا كان أمجد يقف مع علياء أمام باب الغرفة يتناقش معها بخصوص تعليمات الطبيب فقال بترحيب أهلا نورتوا.
ابتسمت عايدة ازيك يا أمجد أخبار داليا إيه
ابتسم أمجد بحزن والله الحمد لله على كل حال.
قالت عايدة بتفاؤل بإذن الله هتبقى بخير وأحسن من الأول.
أخذتها علياء حتى تطمئن على داليا اعتدلت داليا حين دلفت علياء بصحبة عايدة وابنتها جودي كانت جودي فتاة متوسطة الطول ذات وجه بملامح طفولية لطيفة وترتدي نظارة طبية.
ابتسمت عايدة بود ألف سلامة عليك يا داليا عاملة إيه دلوقتي يا حبيبة خالتو
رددت داليا بتعجب خالتو
ضحكت عايدة اه خالتو أصلك مش عارفة طالما حبينا حد وارتاحنا ليه بقى مننا وعلينا خلاص وبعدين أنت مش غريبة.
شعرت داليا بإحساس غريب من تلك المودة المنبعثة من عايدة وتلك الكلمة فهي لم يكن لديها خالة أبدا في حياتها.
قدمت جودي أمامها وقالت ودي بنتي جودي في نفس سنك