الأحد 24 نوفمبر 2024

ديانا ماريا

خداع قاسى

انت في الصفحة 19 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز


على حوض الحمام أمامها طرق أمجد الباب حتى يطمئن عليها لأنها أطالت البقاء وحين لم ترد نادها بقلق علياء أنت كويسة
بدأت علياء تبكي بصوت مسموع فدلف أمجد على الفور يقول بهلع مالك حصلك حاجة
لمح بطرف عينه الاختبار فحدق إليه مذهولا ترنحت علياء فاستندت بظهرها على صدر أمجد ليمسكها بإحكام.
قالت علياء بصوت مبحوح من شدة البكاء شايف يا أمجد أنت شايف اللي أنا شايفاه صح أنا حامل يا أمجد حامل! يالله مش قادرة.

رد أمجد بتأثر

اه شايف يا حبيبتي الحمد لله على كرم ربنا بطلي عياط يا حبيبتي غلط عليك.
إلا أن علياء لم تتوقف عن البكاء حتى بعد أن أكدت الطبيبة حملها.
قالت للطبيبة بصوت متهدج بس إزاي ده يا دكتورة ده كان مستحيل! وبعدين مش أنا سني كبير وهيبقى خطړ على الجنين
رفعت الطبيبة حاجبيها بتعجب وقالت بابتسامة تفهم لحالة علياء يا مدام علياء أنت اللي بتقولي كدة أمال الستات اللي بتحمل في الأربعينات والخمسينات دول وبيجيبوا أطفال أصحاء دول إيه المفروض حضرتك أذكى من كدة.
أمسك أمجد بيديها بين يديه مبتسما بسعادة وبعد أن أعطتها الطبيبة التعليمات والفيتامينات اللازمة مع التشديد على نفسيتها حتى لا يتكرر ما حدث سابقا كانا عائدين إلى المنزل بسعادة فقالت علياء فجأة بنتبه وداليا هنقول لداليا إزاي
تابعت بقلق يعني مش عارفة هي هتتقبل فكرة أخ أو أخت جديدة يشاركوها فيك وأنت عارف هي بتحبك أد إيه.
فكر أمجد في ذلك الأمر إلا أنه شعر أن ابنته لن تمانع خصوصا بعد تغير شخصيتها بشكل كبير في الفترة الأخيرة وكان توقعه صحيح حين أبدت داليا حماس وفرح لنبأ الحمل بل أسرعت وعانقت علياء فراقي أمجد المشهد بابتسامة عريضة وتنفس بعمق وهو يحس أخيرا بأنه بدأ يحيا حياة طبيعية كما تمنى دائما.
كان إحتفال عيد ميلاد داليا السادس عشر يسير على ما يرام حتى وقفوا جميعا لتطفئ الشمع فبدأت علياء تحسب بآلام شديدة أيقنت أنها آلام المخاض فحاولت التماسك إلا أن كام الألم شديدا لدرجة أنها صړخت بصوت عالي فحدق إليها الجميع بذهول.
أدرك أمجد الموقف فأسرع بها للمستشفى على الفور ولحقهم الجميع كانت علياء تجلس على السرير السعادة تشع من وجهها رغم التعب البادي عليه وأمجد بجانبها واضعا يده حول كتفها وهما الإثنان يراقبان بهدوء داليا الجالسة وبين يديها أخيها المولود حديثا.
قالت نورا بمرح وسبحان الله يا علياء الميعاد بالمظبوط على عيد ميلاد داليا علشان بعد كدة يبقى اتنين مش واحد!
غمرت داليا وجهها في عنق أخيها قائلا بحب كنت عايز تطفي الشمع معايا يا روحي هنطفيها مع بعض بإذن الله كل سنة علشان أنت بتحبني وأنا بحبك أوي.
غمرت وجهه ويده بالقبلات وهي تمسك بيده الصغيرة في يدها ألصقت وجهها بوجهه واشتمت رائحته بعمق قائلة بابتهاج يالله ريحتك حلوة أوي مجنناني.
قالت علياء بمداعبة هتسميه إيه يا داليا
رفعت رأسها بدهشة اسميه أنا اللي هسميه
أومأ أمجد بسرور أيوا إحنا قررنا أنا وعلياء أنك أنت اللي هتسميه.
تأثرت داليا بتلك المبادرة ونظرت لهم بامتنان ثم لذلك الطفل الذي ينام بسلام بين ذراعيها بشغف.
بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة خططت أسرة أمجد ووالد جودي لرحلة صيفية معا احتفالا بهما.
كانت داليا تجلس بجانب جودي التي أصبحت صديقتها المقربة وبمثابة الإخوة وكان مرحها ساعد داليا على تخطي الكثير أيام محنتها بينما يجلس كل من أمجد مع علياء بالأمام وعايدة بجانب زوجها أما سليم فيلعب مع ريان ذو الثلاث سنوات ويسليه لتبقى أدهم شقيق جودي الأكبر والذي فضل الجلوس وحيدا في الخلف كانت داليا تلتقيه في مناسبات قليلة كل تلك السنوات وقد تبين لها أنه لا يشبه جودي أبدا في الطباع فهو شخصية هادئة ذات ميول غامضة وقليل الكلام.
حين وصلوا تحمسوا للسباحة فبدلت الفتيات ملابسهما لثوب السباحة المكون من بنطال تعلوه سترة بأكمام وغطاء الرأس.
كانت الجميع يجلس على الشاطئ باستمتاع يتبادل الكبار الأحاديث وسليم يقوم ببناء قلعة رملية لريان الذي يراقبه بانبهار بينما كانت داليا تستعد

للسباحة في البحر لاحظت أدهم يجلس بعيدا ويراقب المنظر بهدوء.
لم تهتم وتسابقت هي وجودي بمرح وسبحا لبعض الوقت حتى مع ريان الذي كان يتعلق برقبة داليا كانت جودي على وشك الخروج فسألت داليا أنا هطلع مش هتيجي علشان نأكل
هزت رأسها باسترخاء لا هفضل اعوم شوية وبعدين الحقك.
خرجت جودي بينما بقيت داليا تتأمل ما حولها باستمتاع هادئ حتى شعرت فجأة پألم لا يتحمل في ساقها علمت داليا أنه التقلص العضلي فحاولت السباحة لتخرج إلا أنها بدأت تهبط عن السطح أدركت أنها ټغرق فحاولت مناداة أي شخص على الشاطئ ولكن صوتها لم يسفعها ابتلعت كمية كبيرة من الماء بسرعة وبدأت عضلاتها في الارتخاء وهي تهبط تحت سطح الماء وعلى وشك أن تفقد الوعي حين امتدت يد فجأة وسحبتها من يدها ثم بذراعين تحملانها.
سعلت داليا بشدة في البداية والرؤية أمامها مشوشة للغاية ثم استندت بيدها على صدر منقذها أخذت عدة أنفاس متسارعة محاولة ملئ رئتيها بالاكسجين رفعت رأسها لأعلى وبدأت تتضح أمامها الرؤية لتهتف بخفوت أدهم!
يتبع.
خداع_قاسي.
بقلم ديانا ماريا.
بارت طويل أهو يا حلوين قولوا رأيكم فيه بقى بدل تم
الجزء 26
كانت تتنفس بسرعة لتستنشق بعض الهواء وقلبها ينبض بقوة لا تعلم هل لأنها كانت على وشك الڠرق أم لأنها ترى وجه أدهم قريب من وجهها لهذا الحد.
خرج بها من البحر ليضعها على الشاطئ سائلا بحذر أنت كويسة دلوقتي نروح المستشفى
حاولت الرد لكنها بدأت تسعل مرة أخرى ثم تقيأت انتظر أدهم حتى تنتهي ثم أسندها ومد يده بزجاجة مياه لم تعلم من أين أتى بها وأمرها بهدوء اشربي شوية.
شربت القليل بمساعدة يده بسبب يدها التي ترتجف ثم أخذت عدة أنفاس عميقة لتهدأ رفعت رأسها له قائلة بصوت مبحوح شكرا.
هز رأسه ولم يرد في ذلك الحين أتى الجميع وجلس أمجد إلى جانبها بقلق مالك يا حبيبتي حصل إيه
استندت داليا برأسها على صدر أمجد قائلة بصوت منخفض رجلي جالها شد عضل فجأة في المية يا بابا.
تابعت وهي تنظر لأدهم وكنت هغرق لولا أدهم أنقذني.
فحصها أمجد بقلق ثم حين اطمئن أنها بخير نظر لأدهم بامتنان شكرا يا أدهم أنا مش عارف أقولك إيه.
ابتسم أدهم ابتسامة خفيفة مفيش داعي للشكر طبعا يا عمي أنا كنت قاعد لما لاحظت اللي بيحصل فعملت واجبي مش أكتر.
مر بقية اليوم وقد عادت لغرفتها استحمت ثم جلست تفكر فيما حدث اليوم وبشكل خاص في أدهم طوال تلك السنوات لم تكن تعيره اهتماما كبيرا بسبب قلة مقابلتهم وشخصيته الغامضة لكنها كانت دائما ما تشعر بشيء من الفضول نحوه تذكرت عيناه فنبض قليها بسرعة تلك العيون البنية الحادة التي كانت قريبة منها وتنظر إلي عينيها مباشرة.
كانت شاردة فلم تنتبه لاقتراب جودي منها بخفة حتى أفزعتها وهي ترتمي أمامها على سريرها بمرح سرحانة في إيه
انتفضت داليا ونظرت لجودي پغضب خضتيني يخربيت كدة!
ضحكت جودي أصل لقيتك سرحانة حبيت اخضك مالك سرحانة في إيه
رفعت كتفيها وردت بلامبالاة حتى لا تنتبه جودي ولا حاجة عادي.
ابتسمت جودي بخبث بس إيه رأيك في أدهم أخويا بطل والله!
ابتسمت داليا وهي تتذكر اه شخص شجاع كفاية أنه لحقني الحمدلله ومحدش كان واخد باله.
رفعت جودي حاجبها بمكر بجد فعلا هو الوحيد اللي كان واخد باله منك.
نظرت لها داليا باستغراب يعني إيه مش فاهمة.
زمت جودي شفتيها عادي يعني قصدي أنه حاجة لطيفة وكدة.
أحست بأن جودي تلمح لشيء لكنها من الإرهاق لم ترد المجادلة حين كانوا على وشك النوم طرق الباب فنهضت داليا لتفتح لتجد والدها مع ريان.
قال والدها بيأس مش راضي ينام معانا خالص ومصر يجي عندك.
كان أمجد يحمل ريان الذي كان يمد يديه لداليا حتى تحمله هاتفا ديدا....ديدا!
أخذته داليا من والدها ومازحته بحب يا روح ديدا عايز تنام جنبي يا قلبي
نظرت لوالدها وهي تضحك خلاص يا بابا هينام معايا أنا تصبح على خير.
تمددت على السرير وبجانبها ريان خلدت جودي إلى النوم قبلها بينما بقيت داليا تمسح على شعر ريان بحنان حتى ينام.
كان على وشك النوم فجأة حين فتح عينيه مطالبا حاجة حلوة.
عقدت داليا حاجبيها حاجة حلوة دلوقتي يا ريان الوقت متأخر خليها بكرة.
زم ريان شفتيه بعناد وجلس قائلا بإصرار عايز حاجة حلوة.
زفرت داليا وجلست بجانبه محاولة تغيير رأيه يا حبيبي القوت متأخر أنا هجيب لك بكرة الصبح.
نظر إليها بعيونه بتوسل لان قلب داليا ولم تستطع رفض طلبه فنهضت وارتدت ملابسها وحجابها بعشوائية وأخذته لتقول بتحذير بس دي آخر مرة مش هنعمل كدة تاني فاهم
أومأ ريان برأسه بسعادة وهو يسير بجانبها يد بيد كانت المسافة ليست بعيدة ولكن الوقت المتأخر جعلها

تسير بحذر.
ظهر أمامها فجأة من العدم ظل شخص فصړخت وهي تضم ريان لها تقدم إلى الضوء لترى أنه أدهم الذي يحدق إليها بتعجب إيه مالك فيه إيه
زفرت بعمق وهي تقول بارتياح هو أنت أنا اټخضيت!
نظر لها ولريان وسأل بجدية بتعملي إيه تحت في الوقت المتأخر ده
شرعت داليا تشرح له كنت نازلة...
ثم عقدت حاجبيها بحدة وأنت مالك بعمل إيه دلوقتي
رفع حاجبه باستهزاء يعني مش علشان قريبتي مثلا ونازلة متأخر بسألك
شعرت بالإحراج فلم يكن هناك داعي لجوابها الفظ أنا آسفة بس من الخضة بس.
تابعت وهي تنظر لريان ريان مكنش راضي ينام وعايز يجيب حاجة حلوة.
نظر أدهم لريان واقترب ليحمله فابتعدت داليا لا إراديا وهي تشعر بنبضات قلبها تتسارع مرة أخرى ولكنها أرجعت السبب للتوتر.
داعبه أدهم بقت أنت يا صغنون سبب الدوشة دي كلها.
قام بدغدغته في بطنه فضحك ريان بصوت عالي نظر أدهم لداليا مبتسما هروح أجيب له اللي هو عايزه خليكي هنا أحسن.
ثم ذهب وبقيت داليا في انتظارهما ذهبت أفكارها لادهم مرة أخرى واستغربت نفسها كيف فكرت فيه بهذه الكثرة في يوم واحد فقط! ولكنها لا يمكن أن تنكر أنه هناك شيء فيه يجعلها تنجذب إليه تذكرت مرة أخرى حين أنقذها وكم كانت قريبة منه وشعور لذيذ يسري بداخلها فابتسمت في غفلة منها ولم تنتبه لعودته مع أخيها.
وقفت أمامها وقال بهدوء داليا.
نظرت له مشدوهة وهي تسمعه ربما للمرة الأولى يناديها باسمها فتابع وهو يناولها ريان جيبت له كل اللي هو عايزه وهينام دلوقتي.
قالت بتوتر شكرا تصبح على خير.
وصعدت مع ريان الذي كان سعيدا للغاية بكيس المشتريات الذي في يده.
أفرغه بحماس على سرير داليا التي راقبته بحنان بعثرت شعره بمرح مبسوط دلوقتي يا ريون
ضحك وهو يهز رأسه ثم أخذ شيكولاتة من بين الأشياء ومدها لها
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 22 صفحات