السبت 23 نوفمبر 2024

هوس من أول نظره

ياسمين عزيز الجزء الثاني

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

كنت بهزر معاك 
مش جعانة و لا حاجة.. هرجع أنام المهم متزعلش 
مني.
كلماتها الرقيقة عوض أن تواسيه زادت من 
إشتعال ناره بداخله لتؤكد له جميع إفتراضاته
التي بدأت تتغلغل داخل تفكيره.. رمقها بنظرة 
غير مفهومة دون أن يجيبها ليميل نحوها قليلا 
و يبعد خصلات شعرها التي نزلت على 
وجهها هامسا بتردد لا يعرف كيف يصف 
إحساسه في تلك اللحظة فقد كان شا 
يشبه الخۏف أو الترقب...
إنت بتحبيني بجد
لم تصدق سيلين نظرات الضياع التي 
لمحتها داخل مقلتيه و رغم سؤاله الغريب 
الذي طرحه عليها إلا أنها أصبحت تعلم 
ما يفكر به كفاية....
أخذت نفسا طويلا ثم نفثته بهدوء 
قبل أن تردف بصوت رقيق 
قلبك بيقلك إيه
لاحت شبه إبتسامة على ه من إجابتها
فمنذ متى تعلمت هذه الإجابات العميقة 
و هي التي لم تكن تستطيع تركيب جملة 
صحيحة قبل شهر من الان...نفى تلك 
الأفكار الثانوية من رأسه ليجيبها مركزا
على زرقاوتيها اللامعتين اللتين 
كأنتا ترمقانه بحب جعل تفكيره يتشوش 
مش عارف...مش بثق في قلبي كثير عشان 
عارف إنه مش هيدلني على الحقيقة...
أفلتت منها ضحكة ناعمة قبل أن تهتف
بما جعله لوهلة يعتقد أنها قرأت أفكاره 
أنا عارفة قلبك بيقلك إيه...بيقلك إني 
بحبك و بمۏت فيك بجد و إني بحاول بكل جهدي
إني خليك تثق فيا و تبطل تخاف و تشك 
إني ممكن أتخلي عنك في يوم...صدقه... 
صدقه يا سيف عشان ترتاح و تشيل الأفكار 
اللي ملهاش لازمة دي...لو كنت بمثل عليك 
كنت كشفتني من أول مرة و إلا إنت فقدت 
قدراتك يا شبح ...مش إسمك الشبح بردو .
أجابها بكل هدوء 
أه...الشبح اللي بيقدر بسهولة يعرف اللي 
قدامه بيفكر في إيه
ردت عليه بنبرة شبه ساخرة مشككة 
في حديثه 
منتصف النهار.....
كانت سيلين تنزل الدرج و سيف وراءها 
و الذي كان يضحك باستمتاع على تذمرها
ينفع كدا جيت عشان أفوقك...خلتني أرجع
أنام ثاني.
أسرع سيف نازلا عدة درجات ليلتقطها
بخفة رافعا جسدها الصغير بذراعيه 
القويتين إلى الأعلى لتصرخ سيلين پذعر 
يا مچنون..هتوقعني.
تعالت ضحكاته و هو يتلقفها من جديد 
و يكمل سيره نحو طاولة الطعام حيث 
كانت والدته سميرة و عمته هدى تنتظرانهم
لتناول طعام الإفطار..
وضعها على الأرض
ثم إحتضن والدته و قبل 
يدها هامسا في أذنها 
وحشتيني أوي.
سميرة بحنو و إنت كمان يا حبيبي...مبسوطة
اوي عشان شفتك النهاردة.
أما سيلين فقد شعرت أن روحها قد عادت 
إليها عندما رأت أمامها والدتها بصحة جيدة 
و تبتسم لها لتندفع نحوها تا بلهفة و حب 
إزيك يا قلبي عاملة إيه.. طمنيني عليكي
إنت كويسة... .
ضحكت هدى على طفلتها التي كانت تتشبث 
بها بقوة و تجذبها نحوها لتطمئنها حتى تتوقف 
ما أنا أهو قدامك زي الفل.. الحمد لله.
غمغمت سيلين و هي تمرغ وجهها في والدتها 
رافضة الإبتعاد عنها هامسة بصوت باكي و هي 
تتذكر محاولات سيف لإبعادها عنها 
لا أنا هجيبلك الدكتور عشان أطمن عليكي 
أكثر.
أبعدتها هدى عنها ثم أحاطت وجهها بيديها 
مقبلة جبينها برفق قبل أن تقول لها مطمئنة إياها
أنها بخير و لا تحتاج لشيئ 
مفيش داعي يا قلبي... أنأ كويسة متقلقيش
عليا...خليني أسلم على سيف.
تنحت لترحب بسيف الذي كان يرمق سيلين
بغيرة لم يستطع إخفاءها 
حمد الله على السلامة يا حبيبي...يارب 
تكونوا إنبسطوا في رحلتكوا.
إنحنى سيف برأسه قليلا ليقبل يدها كما فعل 
مع والدته ثم إستأنف حديثه 
شكرا يا طنط.. أه جدا اول مرة أتبسط في 
حياتي كده.
إبتسمت هدى له و هي تتمتم بدعاء بينما 
كانوا يتجهون نحو طاولة الطعام... 
جلسوا و بدأوا يتناولون الفطور بينما إكتفى
سيف بشرب فنجان قهوة...كان يراقب پغضب 
مكتوم زوجته التي كانت لا تزال متمسكة 
بوالدتها و كأنها طفلة صغيرة و قد ضايقه 
ذلك كثيرا فتلك القبلات و الاحضان و المشاعر 
الفياضة التي وهبتها لها من حقه هو فقط 
ترشف قهوته بصمت و عيناه لا تحيدان عنها 
يفكر في طريقة لإبعادها عنها او تذكيرها 
بحديثها بأنها سوف تحبه هو فقط...حتى
سألته والدته عن آدم لتتجهم ملامحه و تظلم 
عينيه پغضب حارق فتلك كانت القطرة التي
أفاضت كأس صبره ليهدر بحدة
مشمش عاوز حد يجيب سيرة الكلب داه 
قدامي ...لولا خۏفي من ربنا كنت ته من 
زمان...
سميرة باصرار فهي كانت تريد معرفة إن 
كان إبنها له ة باختفاء آدم فجأة 
بس جدك عاوز...
إنتفضت بفزع عندما هوى سيف بقبضته
على الطاولة مقاطعا إياها هاتفا بحدة 
خلاص يا أمي قفلي السيرة دي و آخر 
مرة اسمع فيها الموضوع داه في بيتي....
إستقام من مكانه پغضب رامقا سيلين بنظرات 
حاړقة و كأنها ت له عزيزا عليها لدرجة أن 
هدى إستغربت و نظرت لها لتسألها بعينيها 
مالذي يجري لكن كيف ستجيبها المسكينة و هي 
نفسها لا تعلم مابه... 
نظروا في أثره و هو يتجه نحو الأعلى لتتأفف
سميرة و تغادر الطاولة هي أيضا بعد أن رمقتهم 
باشمئزاز كعادتها...لم تهتم بها هدى بل سألت
إبنتها هامسة لها 
إنت مزعلة جوزك يا سيلين
سيلين بنفي
لا ياماما ما أنا قدامك معملتش حاجة و نزلنا
و إحنا مبسوطين... بس هو إتضايق لما طنط 
سميرة سألته آدم أصله بيكرهه اوي .
سميرة بقلق ربنا يستر... طب يلا روحي وراه
شوفي ماله.
مطت سيلين ها بملل لأنها كانت تعلم 
أن سيف غاضب منها بسبب تعلقها بوالدتها 
لكنها لم تخبرها...ضحكت بداخلها باستهزاء
و هي تتخيل أن ردة فعل هدى عندما تعلم 
أن زوج إبنتها مهوس بها و يغار عليها حتى منها....
وضعت المنشفة على الطاولة ثم إستقامت من
مكانها لتلحق به...صعدت الدرج و هي تفكر
كيف ستكون ردة فعله عندما يراها أمامه
من المؤكد أنه سيأنبها و يذكرها بوعدها
له عندما كانوا في الجزيرة...
في قرارة نفسها تعلم أنها ليست مخطأة فتلك
والدتها و من الطبيعي أن يشتاق أي شخص
لمن يحبهم....لما يجب عليها هي فقط أن تتنازل
لما لا يحاول هو الإصلاح من نفسه لأجلها
أخذت نفسا عميقا و هي تفتح باب الجناح
و تدلف باحثة عنه لتجده
يقف في الة
واضعا يديه في جيوب بنطاله...
في تلك اللحظة إبتسمت سيلين متناسية
كل ڠضبها منه و هي تشعر بقلبها يقفز داخل
أضلعها من شدة فرحتها برؤيته أمامها لتعترف للمرة الالف أنها تهيم عشقا بهذا الرجل بكل عيوبه و سيئاته......تشعر بنفسها إلا و هي تسارع نحوه 
لتحتضنه من الخلف مقبلة ظهره عدة مرات 
تفاجأت به ينفضها عنه و يستدير نحوها 
مردفا بوجه مسود من شدة الڠضب 
إيه اللي جابك دلوقتي... كنتي قعدتي 
في حضڼ مامتك اللي وحشاكي... روحيلها يلا 
انا مش محتاجك جنبي مش محتاج حد .
توقف عن الحديث و هو يتنفس بصوت مرتفع 
بينما كان ه يعلو و يهبط من شدة إنفعاله 
دفعها بقوة من كتفها بعد أن جن جنونه 
بغية طردها من الغرفة 
يلا غوري مش طايق أشوف وشك قدامي 
برا.... برااااا.. كلكوا كذابين زي بعض...
حاولت سيلين التكلم و قول أي شيئ لتهدأه
لكنها لم تستطع لأنه لم يسمح لها..فكل همه
هو كان التخلص منها شعرت سيلين بالذعر 
من مظهره الغاضب و من تغيره المفاجئ
لتقرر المغادرة و العودة لاحقا لكنها.....
الفصل الثاني عشر من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
فصل خاص بفريد و أروى....
دلف فريد جناحه ليجد أروى تجلس على
سجاد الصالون و بجانبها لجين...توسعت
عيناه بدهشة و تقزز في نفس الوقت و هو يراهما تتوسطان عشرات الأطباق المليئة بالطعام
التي أرسلتها لها يارا مع السائق من 
مطعمها الجديد أروى كانت تلتهم شرائح البيتزا بشراهة مة 
أصواتا متلذذة و كأنها
لم تاكل الطعام منذ أيام...أما صغيرته فكانت
تمسك بموزة و تعضها بأسنانها الصغيرة
خة وجهها و يديها و ثيابها...المكان كان
في حالة مزرية و رائحة الطعام تملأ أنحاء
الجناح... 
إستند على باب الغرفة و هو يضحك بصوت خاڤت
سرعان ما أصبح أعلى قليلا بعد أن سمع أروى تخاطب لجين التي أمسكت إحدى 
السكاكين الصغيرة 
إيه دا يا لولا...هو إنت ناوية تاكلي البنانة
بالشوكة و الة زي ستك سناء...
أخذتها منها بسرعة حتى لا ټأذي نفسها 
ثم تناولت منديلا ورقيا و بدأت تمسح لها 
وجهها و ثيابها مستأنفة ثرثرتها من جديد 
بنت المحظوظة مرات عمك.. بيضالها
في القفص..عشان بقت حامل جابلها مطعم
بحاله اه طبعا فرحان عشان هيبقى أب و هي
هتبقى أم..
مصمصت ها و هي ترمي المنديل و تمسك
بشريحة البيتزا لتكمل أكلها قائلة بسخرية
قال يعني هتبقى أم كلثوم دي بالكثير هتبقى
أم علي و إلا أم زعيزع..أهما الرجالة كده بياخذونا مادوموازيلات و يسبونا أمهات..شهقت 
فجأة مضيفة بنبرة مستغربة... يكونش بيعوضها
على العلقة اللي خدتها من يومين.. ييييه دي
تبقى هبلة و معندهاش كرامة اصلا بقى 
عشان حتة مطعم معفن تبيع نفسها .....
توقفت عن الأكل لترمق الصغيرة بنظرات 
مغتاضة قبل أن تهتف من جديد بتبرم
مفيش معفنة غيري هنا..دا أنا بعت نفسي 
ببلاش و ابوكي معبرنيش بحتة ساندويتش 
كبدة عشان يراضيني...يا لهوي إيه اللي انا 
بقوله داه هو انا هحسد البت و إلا إيه داه
يدل ما أفرح عشان ريحتنا من من أكل الف
اللي بيجبهولنا كل يوم في قصر الأشباح... 
أنا مش فاهمة هما ميعرفوش الفراخ و المحشي 
أمال أغنياء إزاي عالم بخيلة....
رمشت بعينيها عدة مرات و هي تمط ها 
للأمام على شكل منقار بطة لتجد لجين ترمقها بنظرات مستغربة أرسلت لها قبلة ثم إستقامت من مكانها و حملتها و دارت بها عدة مرات لتبدأ الطفلة في الضحك بصوت عال....لتهمهم أروى معترفة
خلينا ننظف المكان و ناخذ دوش قبل 
ما بابي ييجي و يشوفنا بالشكل داه مش 
بعيد يهرب مننا....
تنحنح فريد لتلتفت نحوه أروى قائلة بابتسامة 
حبيبي إنت جيت إمتى ...
أجابها و هو يمد ذراعيه ليأخذ منها لجين 
لسه داخل...
إنحنى مقبلا جبينها و هو لايزال يضحك 
على ثرثرتها... أشار بعينيه نحو طفلته التي 
كانت تسند رأسها على كتفها بهدوء مضيفا 
شكلها عاوزة تنام...
أجابته أروى و هي تبتسم على شكل الصغيرة
اللطيف 
اه فعلا أنا هدخل أنظفها و أغيرلها هدومها 
و بعدين هحضرلك الاكل .
قلب فريد عينيه نحو الأطباق التي كانت 
تفترش الأرضية مجيبا 
لا أنا أكلت في الشغل...هاخذ دوش و أنام 
على طول...إبقي خلي واحدة من الشغالين
تييجي تنظف المكان...
نزع سترته تزامنا مع مرور أروى من الباب 
الذي يؤدي نحو غرفة لجين...وضعتها على 
فراشها الصغير ثم سارت نحو خزانتها لتخرج
لها ملابس جديدة...بعد وقت قصير قامت 
بتنظيف وجهها ويديها بالمناديل المبللة 
لأنها لم تستطع تها بسبب سقوطها
في النوم ثم غيرت لها ملابسها و مددتها
بوضعية مريحة على السرير....غطتها جيدا 
ثم أغلقت الباب الخارجي للغرفة بالمفتاح 
حتى لا تتمكن هانيا من الدخول.....
بعد حوالي ساعة إنتهت أروى من تنظيف
الفوضى في الجناح حيث جمعت بقية
الأطباق الممتلئة ووضعتها في البراد 
و قامت برمي الفارغة منها...و نظفت الارضية
و الزرابي بالمكنسة الكهربائية ثم رشت بعض
المعطر ذو الرائحة الفواحة في
أرجاء الغرفة... 
دلفت بعدها نحو غرفة الملابس لتغير ملابسها 
و تخرج بعض الملابس لفريد....
إكتفت هي الأخرى بتنظيف يديها ووجهها 
بالمناديل المبللة بسبب شها بتعب فجئي
شديد لم تعرف مه حيث جعلها غير قادرة
على التحرك كثيرا...و بصعوبة بالغة جرت 
نفسها من أمام تسريحتها لترتمي بارهاق
على الفراش و هي تشعر پألم قاټل يكاد 
يفتك بأحشائها...
الظاهر إني خبصت اوي... أاااااه في الأكل .
تمتمت و هي تتنفس بقوة و قد إحتقن وجهها
و عجزت لوهلة عن التنفس من شدة الألم 
الذي عصف فجأة بجسدها الصغير لتنكمش 
أروى على نفسها مطلقة تأوها خاڤتا من 
بين أسنانها حيث منعت نفسها بصعوبة من 
الصړاخ حتى لا يسمعها فريد.....
بعد دقائق قليلة مرت عليها و كأنها ساعات 
إستطاعت أروى النهوض من مكانها مستندة
بيدها على حافة الفراش... نظرت پصدمة
في المرآة نحو وجهها المحمر و خصلات 
شعرها الملتصقة بوجهها
 
بسبب تعرقها
الشديد...إلتفتت نحو فريد الذي خرج لتوه
من الحمام

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات