هوس من أول نظره
ياسمين عزيز الجزء الثاني
انت في الصفحة 8 من 8 صفحات
للذهاب إلى العمل بدا مستمتعا
جدا
و هو يراها ټ الأرض بقدمها و تتمتم بعدة كلمات غير مفهومة لكنه كان على يقين من أنها
تشتمه قبل تختفي داخل الحمام دقائق قليلة ثم خرجت حاملة
بيدها منشفة صغيرة تمسح بها وجهها بطريقة
عشوائية و سريعة...
فتحت علبة المرطب الشفاف لتضع منها على
وجهها بحركات دائرية ثم أمسكت بشعرها
ثم لونت ها بلون وردي هادئ و إستدارت
متجهة نحو غرفة الملابس لترتدي ثيابها
و تذهب إلى المطعم لكن صالح إعترض طريقها
ليوقفها قائلا
إنت حامل على فكرة المفروض تتحركي
بالراحة...
عبست في وجهه و هي تجيبه هاتفة بلوم
إنت السبب لو كنت صحيتني بدري مكانش
كده فايق مبسوط و بتهزر .
نفى برأسه بينما حطت يداه على كتفيها ليثبتها
فهي كانت تنوي متابعة طريقها بعد إنهاء جملتها
و تحدث موضحا
مش قلتلك الأسبوعين اللي عديتهم في الشغل
لحسوا دماغك... إنت ناسية إن النهاردة خطوبة
هشام.
نفخت يارا وجنتيها بضيق و هي ترفع يدها
مش عارفة أنا إزاي كنت ناسية ...يوووه.
إستدارت نحو الفراش و هي تتثاءب قائلة
الخطوبة بالليل يعني لسه بدري... هنام ساعتين
ثلاثة و بعدين هصحى أجهز نفسي .
أمسك صالح معصمها و جذبها لتقف أمامه من
جديد..توترت بشدة و تغيرت ملامحها الساكنة
ليتجلى القلق عليها عندما شعرت بيديه
تان ها و تقربها منه حتى أصبحت أجسادهما ملتصقة...ليتلذذ صالح و هو يستنشق
دمدم بنبرة رغم أنها كانت دافئة إلا أنها
بالنسبة ليارا لم تكن كذلك عالاطلاق
الاسبوع اللي طلبتيه عدا خلاص و إنت لسه
مجاوبتنيش
تلعثمت بينما كانت تحاول التملص منه
مش فاكرة...أنا هحاوبك على إيه
أدرك صالح أنها تتهرب منه لكنه رغم ذلك
تجاهل ماتسعى إليه مذكرا إياها من جديد
جف ريقها و شحب لونها و كأنها لأول مرة تسمع
هذا الاقتراح منه طوال الاسبوع الماضي و هي
تتجاهله و تدعو أن ينسى لكن هيهات
هاهو الان يحاصرها بكل وقاحة و يطالبها
بجواب رغم كل ما فعله بها من قبل..
هتف صالح من جديد مستش ما تمر به
من تذبذب لذلك وجب عليه إستغلال الفرصة
خلينا ننسى كل اللي فات و أي حاجة إنت عاوزاها أنا هنفذهالك بس خلينا نبدأ صفحة جديدة
أنا صح وعدتك إني هسيبك بعد ما تولدي
بس مش واثق إنك هتقدري تعيشي من غير
إبنك... إنت مهما كان أم و الام بتضحي بكل حاجة
عشان ولادها.. حتى لو طلبوا حياتها .
إنطلقت شرارات غاضبة من عينيها نحوه
قبل أن تنتفض هادرة بنفاذ صبر فإذا كانت طريقته
في إصلاح الأمور هي إستغلال عواطفها فهو
مخطئ إذن
اديك قلتها عشان ولادها...أي أم مستعدة
تضحي بروحها عشان ولادها لما تكون
جايباهم بمزاجها من راجل بيحبها
و بيحترمها أما أنا فظروفي مختلفة خالص
و هعتبر نفسي متجوزتش اصلا...و إبني لما يكبر
أكيد هيفهم أنا تخليت عنه ليه.. أحسنله يعيش
من غير أم...
أضاف صالح باستهزاء يعني عاوزاه يعيش
يتيم و مامته موجودة و إلا عاوزة ست ثانية هي اللي تربيه و تكبره و يبقى إبنها بدالك ... إنت واعية بتقولي إيه
طبعا لا أنا لايمكن اسيب إبني يعيش مع مختل
زيك أنا بس مستنية الفرصة عشان إهرب
منك و أربي إبنك بعيد عن عالمك الۏسخ..
كانت تلك الإجابة التي دارت في عقلها ودت لو
أنها تستطيع الانفجار في وجهه و قول كل كلمة
كتمتها داخل قلبها لمدة ر لكنها تراجعت
في آخر لحظة لتجيبه بدلا بأيجاز سعيا منها
لإنهاء هذا الجدال العقيم... لن تعود له
حتى لو
نفسه أمامها
صالح إنت وعدتني و إتفقنا خلاص أنا هديك
البيبي مقابل إنك تحررني منك...إنت ليه مش
عاوز تفهم إن أنا خلاص بقيت عايشة بالعافية
چثة من غير روح بستنى باليوم و الليلة إمتى
أتحرر منك...صدقني أنا لابقيت أنفع لا ليك
و لا لغيرك محتاجة ألف سنة لقدام عشان أرجع
طبيعية زي ما كنت...طلقني يا صالح و شوف
حياتك مع غيري...
رد عليها صالح و هو يرفع يده خلف رأسها
ليجعلها تنظر إليه بس أنا مش عاوز غيرك
وافقي يا يارا عشان إبننا و عشان نفسك...
أنا و الله تغيرت كل اللي عملته فيكي قبل كده
كان بدافع الكره و الاڼتقام بس دلوقتي خلاص
خلينا ننسى اللي فات و نبدأ صفحة جديدة
اليوم اللي بيروح مابيرجعش و حياتنا قصيرة
مش عارفين بكرة مخبيلنا إيه حرام نضيع اللي
باقي من عمرنا عشان العند .
يارا بسخرية
عند طبعا عندك حق تقول كده ما إنت حضرتك
دست على رجلي عشان تقلي معلش و خلينا
نبدأ صفحة جديدة... إنت ناسي إنت عملت فيا
إيه أنا وصلت بفكر أنتحر عشان أخلص من عذابك و ذلك ذل داه إنت لحد دلوقتي معتذرتش
للدرجة دي الحكاية عندك بسيطة و مش مستاهلة .
تركها لتترنح في وقفتها و هي تتنفس بقوة
من شدة تأثرها حتى أن أطرافها بدأت ترتعش
و فقدت السيطرة عليها ليمسك بها صالح مرة
أخرى و يساعدها على الجلوس على الكرسي
و بعد أن جلست نفضت يده بعيدا عنها
ثم أدارت وجهها بعيدا عنه ليغير صالح الحوار
كي لا تسوء الأمور اكثر و يزداد إصرارها على
الرفض أكثر...المسكينة لاتدري أنه قد قرر أمرها و
إنتهى و إن ظنت أنه سيتركها يوما فمن الأفضل
أن تستيقظ سريعا من أحلامها...
الساعة بقت إحداشر أدخلي جهزي نفسك
عشان هنخرج .
أجابته ببرود لكن صوتها خرج مرتعشا
هنروح فين
مر صالح بجانبها ليأخذ هاتفه قائلا
أولا هنروح كافيه عشان نفطر
و بعدين ندور على فستان جديد عشان
تحضري بيه الحفلة.
يارا بجمود
بس أنا عندي فساتين كثيرة لسه ملبستهاش.
صالح كلها بقت قديمة يلا بقى ياروحي
هنتأخر...أنا هعمل كام مكالمة للشغل تكوني إنت
جهزتي نفسك... اااه و متنسيش كمان تختاريلي
هدومي اللي هلبسها .
تنهدت بصوت عال قبل أن تدخل غرفة الملابس
عدة دقائق لتنتقي له ملابس عشوائية
دجينز ازرق و زيتي و معطف
أسود و طبعا لم تنس حذاءه الفخم المصنوع
من جلد طبيعي يساوي ألاف الجنيهات...
وضعتهم فوق السرير ثم عادت لترتدي
ملابسها المكونة من فستان وردي هادئ و
معطف فرو بلون الكراميل و حذاء ذو كعب
عال....
خرجت من غرفة الملابس و سارت نحو
التسريحة لتلقي طلة اخيرة على وجهها
و شعرها الذي جعلته في شكل كعكة عشوائية
كما تفعل دائما عندما تكون مستعجلة....
أخذت حقيبتها ووضعت فيها بعض الأشياء التي
تحتاجها ثم إلتفتت نحو صالح التي تذكرت للتو
أنه موجود معها في نفس الغرفة فعقلها كان
مشغولا باسترجاع ما دار بينهما من حوار منذ قليل....
هتفت بصوت خاڤت و هي تتجنب النظر إليه
فهو كان يتابع حركاتها منذ مدة دون أن تتفطن له
أنا جهزت لو عاوز خلينا نخرج ..
إنتبهت لأزرار ه التي أغلقها بطريقة
عشوائية دون أن تعرف أنه فعل ذلك عمدا
ترددت قليلا قبل أن تقرر تنبيهه رغم أنها
كانت متعجبة فهي لم تعهده بهذا الإهمال مسبقا
بل دوما يهتم بأناقته كثيرا...
الزرار....
تكلمت و هي تشير نحو ه الذي بدأ
مائلا بعض الشيئ حيث كانت جهة أعلى
من الجهة الأخرى...لينظر صالح نحوه
و هو يقرن حاجبيه باستغراب قبل أن
يحول بصره نحوها مشيرا بيديه بعدم فهم
مخفيا إبتسامته الخبيثة عندما نفخت
يارا وجنتيها بضيق ثم تقدمت نحوه لتعيد
فتح أزرار ه و تغلقها من
جديد بينما
كانت ټشتم نفسها على سوء إختيارها فلو
كانت إختارت له كنزة صوفية لما إضطرت
للإقتراب منه حتى....
إنتهت من غلق آخر زر بصعوبة تامة متجاهلة
أصابعه التي كانت تعبث بشعرها و فرو معطفها
خلينا ننزل عشان إتأخرنا....
هربت من أمامه بسرعة حتى لا تترك له فرصة
أخرى للمسها ليتعالى صوت ضحكاته المرحة
مقررا عدم اللحاق بها حتى تتوقف عن الركض
فزوجته البلهاء دائما ما تنسى أنها حامل....
وصلت يارا للأسفل لكنها لم تجد أحدا
فعلى ما يبدو أن الجميع قد غادروا منذ
الصباح...أكملت طريقها نحو الحديقة لتنفرج
أساريرها عند مشاهدة الورود و النباتات
المختلفة ألوانها خاصة أن الطقس بدأ مشرقا
و كأنه في فصل الربيع.... كانت تقف في مدخل
الفيلا بملامح منذهلة و كأنها ترى الحديقة لأول
مرة لكنها سرعان ما إنتبهت لصالح الذي
كتفها بذراعه حتى يحثها على إكمال
سيرها نحو السيارة....
في شركة سيف.....
إنتفضت ناديا إحدى سكرتيرات سيف
عندما سمعت صراخه للمرة الالف لهذا اليوم
عبر الهاتف مهددا إياها بالطرد إن لم تحضر
له أحد الملفات في ظرف خمس ثوان... وضعت
الهاتف بسرعة ثم قفزت من مكانها متجهة نحو
الخزانة العملاقة التي تملأ مكتب السكرتارية
التي تشاركه مع فاتن و كوثر زميلتيها...
دمدمت بكلام غير مسموع لكن أي أحد يرى
هيأتها المبعثرة يعلم أنها ټشتم نفسها و حظها
و هي تواصل فتح أدراج الخزانة بحثا عن ذلك
الملف الذي يعود تاريخه لخمس سنوات مضت..
مديرها غاضب منذ أسبوع و يبدو أنه يعاني مشاكل
في المنزل و ينفث غضبه فيهم....
تهللت أساريرها عندما وجدته لتهرع نحو باب
رئيسها في العمل لتطرقه عدة مرات و تفتحه عندما
أذن لها بالدخول...دلفت بخطوات مترددة
لكنها سريعة ثم وضعت الملف أمامه هاتفة
بصوت متلعثم يعكس مدى خۏفها من تنفيذ
تهديده
الملف حضرتك....تأمر بحاجة ثانية .
رمقته بحذر و هو يرفع رأسه من بين يديه
حتى يلقي نظرة خاطفة على ساعته...بدا هادئا
لدرجة مخيفة جعلتها ت في الإختفاء
من أمامه فورا كان سريعا جدا لدرجة أنها لم
تكتشف حتى متى طار ذلك الملف صحبة
بعض الأوراق الأخرى ا قبل أن يقع مفترشا
الأرضية ا...بينما هدر صوته الحاد الذي كاد يخترق طبلة أذنها
دقيقة و نص عشان تجيبي حتة ورقة...إيه
جايباها من المريخ مخصوم منك ثلاث أيام
إنت و اللي معاكي برا كلهم...مانتوا لو شايفين
شغلكم كويس مكانش حصل اي تقصير من داه...
إطلعي برا... برا...أغبياء مشغل معايا شوية
بهايم مش فالحين غير يقبضوا مرتباتهم
آخر الشهر..... قلت براااااا...غبية و كمان طرشة..
إنحنت نادية رغم الدموع التي كانت تغشى
عينيها لتجمع الأوراق لكن سيف صړخ مرة
أخرى آمرا إياها بالمغادرة... ركضت نحو مكتبها
و هي تجهش من البكاء رغم أن هذه ليست اول مرة
ېصرخ في وجهها بهذه الطريقة المهينة و يطردها من
مكتبه....
مسحت وجهها بمنديل ورقي عندما وجدت كلاوس
يمر من أمامها بجسده الضخم الذي يشبه
خاصة العمالقة...فلتت منها شهقة رغما عنها
لم تستطع التحكم بها لينتبه لها كلاوس الذي
إبتسم بسخرية عندما رأى عينيها المحمرتين
ليتمتم في داخله
مراته مطلعة عينه و هو بينتقم من الغلابة اللي
هنا...أما ادخل أشوف إيه حكايته بس يارب
يكون نسي حكاية الولد الصغير .
طرق الباب ثم دخل ليجد سيف يسير في
الغرفة جيئة و ذهابا كأسد حبيس في قفص
توقف سيف عن المشي و إلتفت نحو كلاوس
ليوجه له نظرات ڼارية ليخفض الاخر رأسه
مخفيا بصعوبة إبتسامته الساخرة التي نادرا ما
يرسمها على ه القاسيتين قائلا
الهانم خلصت كل حاجة و رجعت الفيلا من شوية....
أجابه سيف على الفور و كأنه كان ينتظر تكلمه
و العفريت اللي إسمه ياسين عملت فيه إيه
رميته من العربية زي ما وصيتك
إنتاب كلاوس الذهول من كلامه فهو كان يعتقد
أنه يمزح معه فكيف يطلب منه
رمي طفل
من السيارة لأن زوجته أصرت على إصطحابه
معها لإختيار بعض الملابس له...
حرك رأسه بنفي عندما وجد أن سيف لازال
ينتظر إجابته
و ما إن رد عليه حتى إحمر
وجهه من شدة الڠضب و كز على اضراسه
بقوة يجزم كلاوس أنه لو كان شخصا غيره
لكان مېتا الآن...فالواقف أمامه يعاني بشدة
هذه الأيام حتى لا
يفتعل چريمة محاولا
إفراغ غضبه في موظفيه المساكين.
سمعه يتنفس بسرعة و هو يسير عائدا وراء مكتبه
ليرتمي على الكرسي بتعب...مستندا بظهره
إلى الوراء متذكرا ما حصل معه المدة الفارطة..
معذبته الصغيرة التي أصبحت تحتل جل تفكيره
منذ تلك الحاډثة فبعد أن إستيقظت من
غيبوبتها التي كانت تقضي عليه من شدة
خوفه عليها صدم بها تنكر معرفته مدعية
فقدان ذاكرتها...نعم هو كان يعلم أنها تدعي
ذلك و إكتشف لعبتها بسهولة... لكن مالايزال
يجهله هو السبب الذي دفعها للتمثيل بأنها
فاقدة لذاكرتها...
رأسه تكاد ټنفجر كلما إفترض أن تخطط
للعودة إلى ألمانيا أو أنها قد إضطرت لعمل
تلك المسرحية بسبب خۏفها منه...مجرد
تخيل أنها قد تبتعد عنه دقيقة واحدة يجعل
ال تفور داخل عروقه و هذا ما جعله يتحمل
دلالها و طلباتها الغريبة خاصة اليوم حيث
رفضت أن يذهب معها حتى تختار ملابسها
التي سترتديها الليلة في حفل خطوبة هشام
و بدل ذلك أصرت على إصطحاب ياسين إبن عيسى
الجنايني معها...
كم يشعر بالڠضب و الحقد تجاه ذلك الطفل الصغير
الذي أصبح عدوه اللدود فهو أصبح يأخذ معظم
وقتها في النهار بالإضافة إلى رفضها النوم
في جناحه و إصرارها على المكوث ليلا مع
والدتها...
تصرفاتها أصبحت تزيده جنونا
خاصة أنها جعلته مكبلا فمن جهة لا يستطيع
إثناءها عما تفعله بسبب إنفجارها بالبكاء كلما
تحدث معها و من جهة أخرى لا يريد أن يخبرها
أنه يعلم بسرها قبل أن يكتشف غايتها....
وقف من مكانه ليرتدي معطفه و يأخذ
مفاتيحه و هاتفه الخلوي ثم أشار لكلاوس
بأن يستعد للمغادرة نحو الفيلا...
مساء في قصر عزالدين......
كان الحفل في غاية الروعة و الرقي
حيث حرصت إلهام على الاهتمام بأدق التفاصيل
الصغيرة التي تخص خطوبة إبنها بداية من
البوفيه الذي ضم أشهى و أفخر المأكولات
و المشروبات الباهضة ان حتى الديكور
و الزينة تعاقدت مع أشهر شركة تنظيم
أفراح في البلاد ليكون بهذا الشكل الساحر...
كما حرصت على إرتداء فستان فخم قدر ثمنه
بآلاف الدولارات حتى تكون أنيقة و جميلة
كعادتها أمام صديقاتها و معارفها من الطبقة
المخملية...طوال الحفلة كانت تتأبط ذراع كامل و تستقبل ضيوفها و تهديهم بعض الابتسامات
التي تعكس حياتها السعيدة مع زوجها منعا
لأي إشاعات.
كناين القصر أيضا كن في غاية الجمال و الروعة
رغم حرص كل منهن على إختيار إطلالة بسيطة
حيث تأنقت يارا في فستان أبيض شبيها
بخاصة الئس من إختيار صالح الذي أصر على
رؤيتها بالأبيض للمرة الثالثة....
بينما إرتدت سيلين فستانا رائعا طويلا اسود اللون لكنه كان ضيقا بعض الشيئ لذلك إرتدت ا
معطف فرو....
بينما إختارت أروى اللون الوردي الهادئ الذي
لون فستانها الجميل و حرصت على إقتناء
نسخة مطابقة خاصة بالأطفال للجين...
بدا الجميع في غاية السعادة إلا بضعة
أشخاص كانوا يحاولون إخفاء حزنهم وراء
إبتساماتهم المزيفة و أبرزهم كان هشام
الذي إنشغل طوال الحفل بمراقبة الشقية إنجي
فبعد أن فشلت في جعله يتراجع عن الارتباط
بوفاء مثلت الاستسلام لكنها ظهرت اليوم من
جديد و تبدو أنها تنوي بعثرة أوراقه التي
جاهد طويلا في تنظيمها حيث ظهرت مع
صديقها علي ترتدي فستانا ضيقا و قصيرا
أظهر من جسدها الكثير...
كان يقف مع وفاء يستقبل التهاني من بعض
أصدقاءه حتى تجرأ أحدهم و سأله هامسا
في أذنه
بص المزة اللي هناك... اللي لابسة الذهبي دي
بصراحة جامدة آخر حاجة .
لم يدر هشام كيف إستطاع في تلك اللحظة
إمساك أعصابه و لولا عدم ته في إفساد
الحفل لإع عينيه من محجريها...قبض على
كوب
العصير الذي كان يمسكه بقوة و هو ينظر
حيث كانت إنجي ترقص بلا مبالاة مع عدة
فتيات أخريات في الحقيقة كانت في غاية الجمال
بهذا الفستان اللامع الذي أبرز جمال قوامها الممشوق و جعلها تبدو في غاية الإثارة...
إستأذن هشام من وفاء و أخبرها
أنه سيعود في الحال ثم إتجه نحو إنجي ليجذبها
من ذراعها بقوة و ينزلها من حلبة الرقص و رغم
تذمرها إلا أنه لم يتوقف حتى أخذها في ركن
بعيد نسبيا عن الضجيج...دفعها رامقا إياها
باشمئزاز ثم هدر بحدة
إيه القرف اللي إنت لابساه داه... مش مكسوفة
من نفسك و لا من إخواتك الرجالة و هما بيشوفوكي
بالمنظر داه شبه بنات الليل ..... .
تغاضت إنجي عن إهانته و صړخت في وجهه
هي الأخرى بنفس النبرة
ملكش دعوة بيا إنت فاهم... أنا ألبس اللي
أنا عايزاه قصير عريان مايوه مكلش فيه...
هدر من جديد و هو يدفعها نحو الحائط
لا ليا دعوة إنت بنت عمي و من حقي أتدخل
فلي يخصك و فورا و من غير كلمة زيادة هتطلعي لأوضتك تغيري القرف اللي إنت لابساه
لأحسن قسما بالله ماهخليكي تكملي الحفلة....
نظرت إنجي للمكان حولها قبل أن تفرك ذراعيها
التين بكفيها بسبب شها بالبرد لأنهما
كانا في الحديقة قبل أن تدفعه عنها قائلة
إنت عاوز مني إيه ها مش عملت اللي في دماغك
و خطبت...
دفعته مرة أخرى لكن هشام إحتفظ بيدها على
ه بينما أضافت هي بكل ڠضب
إهتم بخطيبتك عشان أنا خلاص خرجت من
حياتك...إنسى إن عندك بنت عم إسمها إنجي
و لو حتى بمۏت ملكش دعوة .
إبتسم هشام بسخرية على حديثها معلقا
اه فعلا أنا طلعت من حياتك خلاص و إنت كمان
بس لما بشوفك بالشكل ده و كل الرجالة بتبص
عليكي و إنت بترقصي كأنك في كباريه فدا
يخليني أتدخل...و دلوقتي روحي غيري
النوم اللي إنت لابساه دا...
نفض يديها وأشار بإصبعه نحو فستانها بقرف ثم
أضاف قبل أن يستدير عائدا إلى الحفل
عن إذنك دلوقتي ...اصلي تأخرت على خطيبتي .
سار و تبعته هي بعينيها اللتين إغرورقتا بدموع
الندم و الحزن ت فقط لو تعود الايام شهرا
واحدا إلى الوراء حتى تصلح ما إقترفته في
حق نفسها من معاناة مسحت دموعها بسرعة
ثم توجهت للداخل نحو غرفتها حتى تغير
هذا الفستان الذي إرتدته فقط لتثير غيرته...
غير بعيد عنها كانت فاطمة تهمس في أذن
هانيا و تقنعها حتى تساعدها
بقلك إيه أي واحدة من المعازيم تسألك على مكان
الحمام دليها على جناح صالح بيه.. تمام .
هانيا برفض إنت عاوزة توديني في داهية
صالح بيه لو عرف هي خبري...بقلك إيه يا فاطمة
أنا خلاص مبقتش عاوزة أدخل نفسي في
خططك الفاشلة ااااه سيبيني إنت بتعملي إيه
يا مچنونة.
هسهست فاطمة و هي تغرس أظافرها في
لحم ذراعها بقوة حتى تورم
و هو إنت لسه حاجة من جناني ...
قسما بالله لو نفذتيش اللي بقلك عليه لفضحك
و أقول لفريد على كل حاجة.
ضغطت هانيا على أسنانها من شدة الألم
و الڠضب أيضا لتهدر مدافعة عن نفسها
و هتقوليله إيه ماهو كل اللي أنا عملته كان
من تخطيطك إنت و إلا إنت عاوزة تعترفي
على نفسك كمان.
ضحكت فاطمة بسخرية و هي تجيبها بارتياح
تفتكري في حد في القصر داه هيصدقك
أنا الكل عارفني هنا و بقالي عشرين
سنة ساكنة هنا مع عيلتي إنما إنت جيتي إمبارح
فشوفي إنت بقى لما أنا أروح لفريد بيه و أقله
إن هانيا هانم عينها منك و بتخطط عشان ټ
إبنك و مراتك...
يتبع