السبت 23 نوفمبر 2024

هوس من أول نظره

ياسمين عزيز الجزء الثاني

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

يفقد حياته ليهرع هاربا و هو 
يحمد لله على نجاته من بين براثن ذلك
الۏحش الهائج الذي فقد سيطرته على 
نفسه و إقتحم غرفة العمليات بنفسه ليطمئن
على صغيرته بنفسه.....
يتبع 
الفصل الرابع عشر من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
صباح اليوم التالي......
نزلت أروى درج الفيلا بعيون منتفخة فهي
لم تنم طوال الليل بل كانت تفكر كيف إنقلبت حياتها فجأة و أصبحت هكذا و هي التي ظنت أن أيام الحزن و الشقاء التي مرت عليها في منزل والديها قد ولت خاصة بعد أن ذاقت السعادة أياما و ليالي
...دخلت المطبخ دون مبالاة
بتلك الأعين الحقودة التي كانت تطالعها...
أروى بصوت خاڤت لو سمحتي يا صفاء عاوزة
كباية قهوة كبيرة و أي دواء صداع هتلاقيني
في الجنينة و قولي لهانيا تروح للجين...
صفاء و هي تتفرس ملامح أروى المتعبة
حاضر...
خرجت أروى لتنظر صفاء نحو فاطمة التي
سألتها بنبرة مستهزءة هي مالها دي
صفاء بعدم فهم 
مش عارفة...دي حتى مش عوايدها تسيب
لوجي مع هانيا .
لوت فاطمة ها مدافعة عن صديقتها 
ليه يعني هي هانيا كانت هتاكلها...أنا هكلمها
دلوقتي و أقلها عشان زمان البنت فاقت.
أنهت صفاء عمل القهوة و أخذتها للحديقة
أين وجدت أروى مع إنجي...وضعت أمامها
الطبق الذي كان يحتوى على قهوة سوداء
و كوب ماء و قرص أسبيرين ثم عادت
نحو المطبخ لإنهاء عملها....
نظرت إنجي نحو أروى ذات الملامح المتعبة
و التي تتعود على رؤيتها هكذا لتسألها بفضول
هو حصل مشكلة بينك و بين أبيه فريد
تأففت أروى قبل أن تبتلع قرص الدواء 
ثم قالت بانزعاج ظاهر 
لا... بس أنا إمبارح منمتش كويس عشان كده 
مش في المود .
إنجي 
طب و فين لوجي إنت سبتيها فوق لوحدها
أروى و هي تشعر بالصداع الشديد 
مش لوحدها... معاها هانيا.
لفظت إسم هانيا بنبرة تدل على كرهها لها 
لتسألها إنجي بفضول من جديد 
و إنت من إمتى بتسيبي لوجي معاها .
أروى كانت تعلم أن إنجي شعرت بتغيرها 
و تسعى لإكتشاف الحقيقة لكنها بالطبع ليس
من اللائق التحدث عن الأسرار الزوجية 
رغم أنها كانت تود فعل ذلك عل خالتها سناء تستطيع تغيير رأيه ليوافق على الاحتفاظ بالحنين لكنها 
لن تدع أي شخص يتدخل بينهما حتى لو كان
عائلته...وحده هو من سيقرر إستمرار حياتهما معا 
فإذا إستمر في رفض الطفل ستتركه بالتأكيد 
رغم حبها له إلا أنها ستفعل ذلك لن تستطيع تأمين حياتها مع مريض مثله.... 
تمتمت بلامبالاة لتجيبها 
حاسة إني تعبانة و مش هقدر أهتم بيها
النهاردة .
إنجي بمزاح 
تعبانة و إلا دور مرات الاب إبتدى يشتغل.
رمقتها أروى بحنق قائلة لا لسه شوية
بت إنت.. شكلك فاضية موراكيش جامعة النهاردة و إلا إيه .
رفعت لها إنجي حاجبيها لتغيظها 
النهاردة جمعة يا جميل...و...
صمتت عندما تذكرت إلحاح علي عليها حتى
تقابله اليوم في احد المقاهي القريبة... ذلك
الأحمق لايزال يهددها بتلك الصورة لكن
كان ټهديدا غير جدي فهو قد مسحها
من هاتفه و أعتذر منها عدة مرات أيضا
لكنه يتعمد المزاح معها كلنا رفضت طلبه
وقفت من مكانها بذهن مشوش فهي 
لم تنفك تفكر
في هشام و كيف سترجعه 
إليها و تنقذه من تلك الحية وفاء..و يجب 
أن تسرع فهو بالأمس أخبرها أن اليوم 
سيكون إفتتاح المستشفى الخاص به و 
قد يعلن خطوبته على تلك الوفاء اليوم....
إعتذرت بكلمات مقتضبة و هي تأخذ طريقها 
نحو سيارتها 
اشوفك بعدين..أنا لازم امشي دلوقتي ....
أشارت لها أروى بلامبالاة فلديها مشاكل أكبر من 
معرفة وجهة تلك الفتاة المدللة ذات التصرفات 
الغريبة...تجمدت نظراتها على غرفة الجد صالح 
التي تقع في الطابق السفلي لتتنهد بحزن 
من أجله ذلك الرجل الصامد القوي الذي كان 
يدير أفراد عائلته بقلب من حديد رغم 
قراراته الصارمة في بعض الأحيان أصبح 
ملازما لفراشه بعد أن تأزمت صحته بسبب
إختفاء حفيده...لوت ها باستغراب 
لماذا يصر على حمايته رغم أفعاله الشنيعة
في حق إبن عمه أوليس هو أيضا حفيده 
لماذا يميز بينهما إذن... هل بسبب أن سيف 
يتيم بينما آدم لديه والده... بالمناسبة و على 
ذكر والده لماذا تشعر أنه يتصرف بغرابة 
هذه الأيام فقد رأته أكثر من مرة يخرج 
في اوقات متأخرة من الليل.. كذلك سمعت
شجاره مع زوجته إلهام و التي لاحظت 
أنها مزاجها أصبح أكثر حدة حيث أصبحت 
تصرخ كثيرا على الخادمات و على إبنتها ندى
لأسباب تافهة.....
إرتشفت آخر جرعة من كوب قهوتها الكبير 
لتشعر بجوع شديد ې معدتها.. وضعت 
يدها على بطنها تمسدها بلطف و تلوم نفسها 
على إهمالها أو بالأحرى هي لازالت لم تتعود 
على حالتها الجديدة 
أنا نسيت إني حامل...لا و الجزمة اللي كانت 
قاعدة قدامي مفكرتنيش إن القهوة مش كويسه 
للحوامل....و هي تعرف منين بس... ااااه يا بطني 
انا ه على المطبخ و مش هسيب حاجة 
فيه هلم الأخضر و اليابس حتى فاطمة و هانيا 
هاكلهم...ياااع دول اكيد طعمهم وحش...أنا عمري
ما كلت سحالي قبل كده .
توجهت عالفور نحو المطبخ لتطلب من صفاء
تجهيز بعض الاكل لها و هي تضع يدها على 
بطنها بعمد و كأنها حامل في الشهر التاسع 
و ذلك لتغيظ فاطمة التي كانت تنظر لها 
بانزعاج مما جعل أروى تنتفض قائلة 
لا دي زودتها اوي...بقلك إيه يا صفاء مش
عايزة أتعبك أكثر من كده و باين إن عندك 
شغل كثير فخلي
فاطمة تطلعلي الاكل فوق...
تمايلت بتعمد و هي تمصمص ها 
بحركة شعبية و تنظر لفاطمة باحتقار 
و ما إن إختفت حتى توسعت إبتسامة 
الأخيرة بفرحة غامضة...مسكينة أروى 
لم تكن تعلم أنها سلمتها ا بنفسها....
أخذت فاطمة الصينية من يد صفاء ثم 
إختارت مكانا تعلم جيدا أنه بعيدا عن مرمى
كاميرات المراقبة ووضعت بعض النقاط من 
تلك العلبة التي كانت تخبئها في ملابسها 
و التي لحسن حظها أخذتها من هانيا منذ قليل 
تحسبا لأي طارئ....طرقت الباب عدة مرات 
محدثة نفسها أنا صحيح مش طايقاكي بس 
داه مش سبب كافي يخليني اضرك...أنا بعمل 
كده عشان اوصل لهدف اكبر و إنت للأسف 
جيتي قدامي. في طريقي .
في جناح صالح....
كان صالح قد إستيقظ منذ وقت لكنه
ظل يتأمل ملامح يارا الفاتنة و التي كانت 
تنعم بنوم هادئ عكس كوابيسها التي كانت 
تلازمها طوال الاشهر الماضية.. بدت أكثر 
راحة
منذ أن سمح لها بالذهاب إلى العمل 
منذ أسبوع حتى أنها أصبحت تبتسم له أكثر 
يعلم انها تفعل ذلك فقط لإرضاءه حتى 
لا يحبسها مجددا لكنه لن يهتم...تلك الابتسامات 
المغة من ها الجميلتين سح 
يوما ما حقيقية و هذا ما أصبح يعمل من أجله
كانت عيناه مثبتتان على ها اللتين حرما
منهما طوال الفترة الماضية حتى لا تخاف 
منه فكان يكتفي بطبع قبلات على 
يديها أو جبينها كلما رآها... لاحظ أيضا أنها 
أصبحت تحدثه و تشاركه تفاصيل يومها القصير 
الذي تمضيه في المطعم...
همهمت يارا و هي تفتح عينيها بفزع بعد أن 
شعرت بشيئ يكتم أنفاسها.. جسدها إرتجف 
بړعب بينما لمسات صالح كانت بمثابة جمر 
حارق عله يتركها بينما كانت يداها الضعيفتان 
تصارعانه لإبعاده حتى نجحت اخيرا
حيث إبتعد عنها قليلا ليستند على ذراعه 
متأملا إياها بابتسامة غامضة ....
أخذت تتنفس پعنف و تجاهد حتى لاتنفجر
باكية خاصة أنه لم يكن يتأثر أو يهتم أبدا 
عندما كانت تبكي أمامه في الماضي...إلتفتت
نحوه ثم شهقت بړعب مغلقة عينيها عندما 
رأته يمد يده نحوها ظنا أنه سيها لكنه 
بدل ذلك وضعها على وجنتها يتحسسها بلطف
و هو يقول بصوته الكريه 
صباح الجمال يا روحي...وحشتيني العيون 
الحلوة دي فقلت اصحيكي بس لو عاوزة تنامي 
براحتك...تفطري الأول عشان خلودة زمانه جعان 
اوي و بعدين كملي نوم .
فتحت يارا عينيها لترمقه بارتباك واضح 
عندما وجدت رأسه ا تقريبا... مما جعلها تحس بالاختناق 
لترفع رأسها حتى تستقيم في جلستها لكن 
صالح منعها قائلا ببحة دافئة 
خليكي شوية كمان...أصلك واحشاني.
كلامه هذا زاد من إضطرابها أكثر و أيضا 
نظراته التي تعرفها جيدا يبدو أن الهدنة 
قد إنتهت و عادت أيام الخۏف و الذعر 
لكنها لن تتحمل هذه المرة أن يقترب منها 
ليس بعد ذاقت الراحة في بعده...
تحدثت بصوت متذبذب 
هي الساعة كام 
أجابها دون أن يزيح نظراته عنها 
الساعة عشرة و نص .
ظهرت علامات القلق على وجهها ثم هتفت 
بتبرير أنا تأخرت عن الشغل.
إبتسم بهدوء قائلا النهاردة جمعة...يوم أجازتك 
بس هيكون ليا أنا لوحدي مش كده يا بيبي ...
ضغطت يارا على أسنانها بكره كلما سمعت
تلك الكلمة تشعر باعصابها تحترق.. كم هو بارع بل ملك الاستفزاز...تمنت لو تستطيع تقييده
في زنزانة صغيرة حتى ېموت بالبطيئ كما يفعل
معها لاتتعجبوا فلطالما تخيلت في رأسها
أفكارا كثيرة للإنتقام منه.. لكن ذلك يبقى مجرد
أحلام مؤجلة تنتظر فرصتها المناسبة....
توقفت عن التخيل و هي تشعر بجسدها
يطير إلى الأعلى و قبضتين حديديتن
تان به..و على العكس لم تفزع او تصرخ
فهي ببساطة تعودت على ما يفعله كل صباح
الإجبار اللطيف...كلمتان متناقضتان لكن
يارا رأت من صالح الكثير حتى توقفت عن
الاستغراب...يجعلها تفعل العديد من الاشياء
التي لا تحبها لكن بابتسامة تدل على القبول
لكن إن رفضت فهي تعلم أن الأمور ستتطور
أكثر لح أسوأ و هذا طبعا ما يسعى إليه هو...
بعد بعض الوقت كانا إنتهينا من تناول طعام الإفطار 
و يجلسان في صالون الجناح ... صالح يجلس على الاريكة واضعا يارا
فوق قدميه و التي كانت 
تترشف كوب الشوكولا الساخنة التي تحبها 
سألها بعد أن تسلل ش الضجر إليه 
إيه رأيك نخرج .
كان حل الخروج أفضل لديه من أن يظل ېحترق و هي بين يديه و لا يستطيع لمسها يبدو أن
الحال إنقلب و أصبح هو من يعاني و ليس هي....
رفعت رأسها نحوه لترد عليه نروح فين 
إبتسم بخبث بعد أن لمح بقايا الشوكولا 
على ها لينحني بسرعة و يسرق قبلة
منها مبررا كنت بذوق الشوكلاطة...طعمها 
مختلف ممممم أحلى بكثير من الكباية.
رمشت باهدابها مستنكرة فعلته لكنه تجاهلها
مكملا ها قلتي إيه 
أخذت عدة ثوان تفكر قبل أن تجيبه 
عاوزة مدينة الملاهي...
ضحك صالح على إقتراحها فهو فعلا 
توقع أن تختار ذلك المكان ليضع ذقنه
على كتفها و يهمس موافقا 
إنت بس تأمري و أنا أنفذ...
بقيت يارا هادئة حتى شعرت به يرخي 
يديه عن ها و يسمح لها بالوقوف 
حتى تغير ملابسها...توقفت عند الباب 
عندما تذكرت أنه لم يختر لها الثياب التي 
سترتديها كعادته لتسأله 
مش عارفة هلبس إيه
رأته يقف متجها نحوها راسما إبتسامة 
رائعة على محياه و هو يقول بتأكييد
أي حاجة بتلبسيها بتطلع تجنن عليكي 
إختاري اللي إنت عاوزاه .
أومأت له و هي تتحرك قبل أن يصل 
لها بينما عقلها لايزال لايستوعب تغييره
المفاجئ لكنها سرعان ما أقنعت نفسها 
بأن كل ثيابها في الاخير من إختياره.... 
خرجت بعد وقت قصير بعد أن إرتدت 
فستانا شتويا طويلا باللون الأسود 
و معطف أبيض و زينت طلتها 
بمكياج هادئ
كانت جميلة بشكل أذى قلبه حتى أن صالح
فكر في إلغاء قرار خروجهم خاصة أنه لم
يحجز مدينة الملاهي كما فعل في المرة الفارطة
إذن يجب أن يتوقع حضور أعداد كبيرة من 
الناس خاصة و أن اليوم جمعة....
تبا لقلبه العاصي الذي اوهمه بأنه يكرهها
عندما وجدها قبل أشهر لماذا غير رأيه الان 
بعد أن أفسد كل شي...تأفف بصوت عال 
و هو يمسح وجهه بيديه ثم إرتمى على 
الاريكة قائلا 
حاسس إني تعبان شوية و مصدع 
ممكن نغير المكان.. النهاردة جمعة و مدينة
الألعاب هتكون مليانة ناس .
كان يتحدث بحذر و هو يراقب تعابير وجهها 
ظن أنها ستغضب لكنها بدل ذلك أجابته بكل هدوء 
هجيبلك مسكن عشان الصداع...خده و نام 
انا هنزل الجنينة شوية و
 
بعدين هرجع أطمن 
عليك.
وضعت يارا حقيبتها على الكرسي ثم إلتفتت 
حتى تجلب له الدواء لكنه أوقفها مشيرا لها 
بيده أن تأتي إليه 
مفيش داعي

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات