نوفيلا جديده
فاطمه مصطفى وإيمان جلال
إذا ماذا ستفعل الآن
بدأت تبكي بشدة وهي تلقي بالكثير من الدعوات على وائل ذلك الذي خذلها وجعل من شرفها علكة على كل لسان.
________________________________________
للقدر_أقوال_أخرى
الفصل_الثالث
_ ربما الابتسام سهل ولكن الشعور بلذته صعب.
في صباح جديد فتحت رحمة عينيها لتقابل صورة خالد وابنه عمر الموجودة بإحدى جوانب الفراش ذلك الرجل الرائع بكل المقاييس رجل رائع وأب أروع.
وفور أن ذكرت وائل ذهب تفكيرها إلى منحنى آخر منحنى قد أدى إلى هلاك قلبها ألما فور أن أتت بعقلها فكرة تركه لها فور معرفته بماضيها وما حدث لها أيعقل أن هذا الرائع من الممكن أن يظن بها ذلك الظن السيئ الذي ظنه الجميع بها حينها تفضل المۏت على أن تعيش إحساس الخذلان منه هو أيضا.
ها يا عم عمر أوعى تكون تعبت عمو سامي أو تيتة.
اجاب عمر نافيا ببراءة
أبدا يا بابا إنت تعرف عني كدة
وقبل أن يرد خالد قاطعه سامي وهو يتحدث بابتسامة حانقة
إنت ده إنت ملاك يا حبيبي.
تعجب خالد من نبرته ليميل على ابنه متسائلا في تعجب
_ وحياتك ما عملتله حاجة ده علشان خليته يخسر في البلايستشن قدام ولاد طنط سمية الى مكانوش بيعرفوا يكسبوه مليش ذنب إنه مبيعرفش يلعب.
حاول خالد كبت ضحكته واكتفى بابتسامة توحي بما يكتمه فور أن رأى تعابير وجه شقيقه الحانقة على حديث ابنه قبل أن يستمع الي كلماته الغاضبة
انا مبعرفش ألعب يا أوزعة إنت.
أطلق الجميع ضحكاتهم على حديث هذا الصغير وملامح وجه سامي الحانقة الذي كاد أن يرد لتقاطعه والدته وهي تتحدث بابتسامة
خلاص يا سامي إنت الكبير.
زفر سامي في حنق وقرر الصمت كما أرادت والدته التي تحدثت مجددا وهي تنظر الى خالد
أومال فين مراتك يا خالد
كاد أن يجيب ولكنه توقف فور إن استمع الى صوتها الرقيق الذي ألقت به السلام عليهم وهي تدلف الى الغرفة بينما تحمل صينية فوقها كؤوس العصير فهي بعد أن علمت بوجودهم ذهبت الى المطبخ وأعدت لهم العصير بعد أن تأكدت أنهم هم حين نظرت خلسة الى غرفة الصالون لتنتهي من سكب العصير الجاهز اليهم ثم حملته لتذهب مرحبة بهم في عادة لأول مرة تجربها.
انزل خالد ابنه ثم وقف متجها نحوها ليحمل عنها الصينية التي وضعها لاحقا فوق المنضدة التي أمامهم بينما اتجهت هي نحو والدته تقبل يديها فأخذتها والدته في أحضانها تعانقها في ود افتقدته كثيرا لتشدد من عناقها وهي لا تريد أن تبتعد عن حنان هذه السيدة المفرط.
ابتعدت عنها مجبرة ثم اتجهت نحو سمية شقيقته تعانقها مرحبة بها في حفاوة قبل أن تلقى الترحاب على الرجال بابتسامة بسيطة فبادلها كلا منهم الإبتسام.
جلست بجانب سمية تتبادل معها أطراف الحديث وأحيانا تحادث الجميع قبل أن تستأذن هي وسمية بالذهاب الي المطبخ متعللين بتنظيف الكؤوس.
وقفت سمية تساعدها في تحضير بعض الفواكه للبقية بينما تتجاذب معها أطراف الحديث عن خالد وعنها قائلة في ابتسامة
تعرفي يا رحمة أنا حبيتك وارتحتلك من أول ما شوفتك وحقيقي فرحانة إنك بقيتي مرات أخويا.
بادلتها رحمة الابتسام وهي تتحدث برقة
القلوب عند بعضها والله يا مدام سمية.
_ ايه مدام دي بقى مش إحنا بقينا قرايب خلاص ملهاش لازمة التكاليف قوليلي يا سمية او يا سمسم أو يا سيمو زي ما تحبي يعني على فكرة أنا بحب الإختراعات في اسم دلعي عادي.
ضحكت رحمة بخفة على حديثها قائلة
تمام يا سمسم.
عاودت سمية التحدث مجددا وهي تقول
بصي بقى يا ستي إحنا أخيرا لقينا شقة في العمارة هنا وهبقى في الدور الي فوقك علطول وماما في الدور الي تحتك يعني لو خالد أو الواد عمر زعلوكي في حاجة تجيلي علطول وأنا هظبطهوملك يعني متقلقيش.
باركت لها رحمة بنبرة أظهرت سعادتها لحديثها
_ ألف مبروك يا سمسم ربنا يجعلها قدم السعد عليكم وأكيد طبعا ما انت هتبقى فوقي بقى هتلاقيني نطالك كل شوية بسبب أو من غير سبب.
ضحكت سمية بخفة وهي تقول بلطف
تسلميلي يارحومة يا قمر وأكيد طبعا ده إنت تنوريني.
إنتهى الاثنين من تجهيز الفواكه ليحملونها الى الخارج مكملين الجلسة مع البقية الذين رحلوا بعد ذلك مع وعد بالقدوم لاحقا.
جلس عمر بجانب رحمة يبتسم لها بسعادة وهو يعبر عنها بكلمات لطيفة
تعرفي يا مس رحمة أنا فرحان أوي لأنك هتفضلي معانا علطول.
قرصت وجنته بلطف وهي تقول
انا كمان فرحانة أوي وهفرح أكتر لما تبطل تقولي مس مش احنا صحاب
اومأ عمر برأسه بمعني نعم فعاودت الحديث بابتسامة رقيقة
خلاص يبقى تقولي يا رحمة علطول من غير ألقاب.
وافق عمر بعد برهة تفكير لم تأخذ ثواني ليتصافحا على اتفاقهما لإزالة التكليف بينهما.
دلف خالد الى الغرفة حيث يجلس الإثنين بعدما أخذ حماما بارد أزال به اثار النوم الذي كاد يغلبه.
تسائل بتعجب مبتسما بعدما جلس بجانبهم
خير اتفقتوا على ايه
كادت رحمة تجيبه لولا يد ذلك الصغير التي ضغطت فوق يدها ليغمز لها ففهمت أنه لا يريده أن يعرف ولكنها اكتشفت خطأ تفكيرها فور أن تحدث عمر ببراءة كعادته
إحنا اتفاقنا على خروجة بكرا.
ارتسمت الدهشة فوق ملامحها من حديثه الذي تسمعه لأول مرة وهذا ما استنتجه خالد بعدما رأى دهشتها ليهز رأسه بيأس من ابنه قبل أن يتحدث وهو يضع يده أسفل ذقنه قائلا
بس باين إن طنط رحمة مش موافقة على الموضوع.
الټفت عمر ينظر بدهشة الى رحمة التي أصبحت في موقف حرج معهم الاثنين لتجفل على صوت عمر الذي تحدث پصدمة مصطنعة
ايه بجد مش موافقة أومال ليه قولتي انك موافقة من شوية.
ارتفع حاجبيها في تعجب حقيقي من هذا الصغير الذي يجبرها على الرضوخ لقراره كي تنقذ ذاتها من موقف ظنته محرج لتتحدث قائلة
مش فاكرة يا عمر الصراحة بس أنا معنديش اعتراض على الفكرة أنا موافقة عادي.
اتسعت ابتسامة عمر بسعادة وهو يلتفت لوالده قائلا
ها يا بابا أهي وافقت وافق إنت كمان بقى.
_ خلاص تمام مادام هي وافقت أنا معنديش مشكلة.
صفق عمر في حماس واندفع يقبل والده وهو يهتف بعبارت الحب والود له بينما كان يستقبل هو حب ابنه المفاجئ بابتسامة حنونة.
جعلها ذلك المشهد تبتسم بحنين لماضي بعيد قد اشتاقت اليه في أعماقها.
_ في صباح اليوم التالي _
خرج خالد من غرفته صباحا بعدما أخذ حمامه وارتدى ثيابه تاركا رحمة تستعد لنزهة اليوم متجها إلي غرفة ابنه ولكنه فوجئ ببابها يفتح ويطل منه ذلك المشاغب الصغير ويبدو أنه استعد جيدا للخروج.
عقد خالد ذراعيه أمامه وهو يتطلع الى ذلك الكائن الصغير القصير الذي يقف أمامه يتابعه بابتسامة بنظرات متعجبة وحاجب مرفوع قبل أن يتسائل بتعجب
للدرجادي متحمس
_ جدا يابابا أنا معرفتش أنام بسبب حماسي.
ابتسم خالد بحنان قبل أن يمد يده يعبث بشعره وكم أمتعته نظرة الڠضب التي التمعت بعيني ابنه والذي أخفاها خلف تلك الابتسامة الصفراء وكلماته المرحة التي ألقاها من بين أسنانه
رغم إني مبحبش الحركة دي وأنت عارف بس براحتك إنت زي أبويا بردوا.
ضحك خالد بخفة وهو يقرص وجنته بلطف هو يعلم أنه يكره أن يعبث أحد بخصلات شعره التي يحبها ولذلك فهو يجد متعته في إغضاب ذلك الصغير المشاغب.
صباح الخير.
صدح صوت رحمة بتحية الصباح التي ألقتها بابتسامة وهي تغلق بابا الغرفة خلفها بعدما خرجت لتتجه نحوهم تتابع تلك النظرات التي اتضحت بعينيهم بشئ من الخجل.
الټفت اليها الاثنين ليتطلعوا اليها بنظرات إعجاب لأناقتها البسيطة التي أبهرتهم حقا بذلك الفستان البني الذي زينته بحجاب من اللون البيچ الفاتح ليزيدها جمالا إلى جمالها البسيط.
كان عمر أول من كسر الصمت الذي خيم على المكان حين تحدث بإعجاب برئ
الله شكلك حلو أوي يا رحوم.
ابتسمت رحمة في خجل قد زاد عندما استمعت الى صوت خالد الذي تحدث بخفوت
سبحان الله قمر.
لا يعرف مسميا لذلك الشعور الذي إجتاحه ولا يريد أن يعرف فلقد أسرته حقا ربما ليست ملكة جمال لكنه يراها الآن أجمل النساء في هذه الملابس البسيطة وتلك الحمرة المحببة التي اكتسحت وجهها وهذا كان كفيلا بأن تسلب عقله بسهولة.
أفاق خالد على صوت عمر الذي أمسك بيده يهزه في ضيق قائلا
بابا إنت سامعني.
تنحنح خالد في حرج بعد أن أدرك شروده بها لفترة ليلتفت الي ابنه متسائلا
نعم كنت بتقول حاجة
بقول يلا علشان نلحق اليوم من أوله.
أومأ له خالد بتوتر أصابه نتيجة حرجه الشديد من شروده الأحمق ليتحدث بنبرة جدية اليهم وهو يتحاشا النظر اليها
يلا بينا.
أمسك بيد ابنه ليتقدمها بينما تبعته ونظرة تعجب ممزوجة بخجل ترمقه بها خجلة من نظراته السابقة ومتعجبة منها ومن ذلك التوتر الذي أصابه فجأة ولكنها قررت تأجيل