منه فوزى
روائع
ما هو ده شرطي..قبلتيه اهلا بيكي مقبلتيش اتفضلي شوفي حالك.. انتي مش هتشتغلي خالص لو قعدتي هنا..
فقالت ليه بأة..واكل منين
جوالاكل موجود والحمد لله.. لكن عشان تسرقي هنا يبقي تسرقي من اهل منطقتي وده مسمحش بيه وغير اني مش عايز مشاكل بسسببك تفتح العين عليكي..
فقالت وهي تشيح بيدها جاتكوا نيلة ..منطتقك ايه يابو منطقة!.. انتو لاقيين تاكلوا انا لما احب اقلب رزقي بروح عند الناس اللي عندها الخير
ربتت علي صدره وقالت ساخرة متشكرين يا عم.. انا محدش يقعدني عنده احسان..الايد البطالة نجسة... انا هروح للريس عبود..وساعتها هتشوف من اللي هيبقي مسيطر علي حق ربنا!
ازاح يدها وقال طب وريني هتوصلي من هنا لحد بيت الريس ازاي
فقال بضيق هو انا فاضيلك! ده ايه البلاوي اللي بتتحدف علي الواحد دي يا بت ده مليون واحدة تتمني اقولها اعدي عندي في حمايتي.. انتي باين عليكي عندك حاجة في دماغك!
فما كان منها الا انها نزعت حقيبتها من علي الارض وتوجهت للباب قائلة في عصبية انشالله ما جيت معايا..انا اعرف اصرف نفسي.. خليك للمليون بت احميهم..
لحق بها في الشارع الذي اطلق عليه شارع كما تخيله الناس الا انه في الواقع طريق ترابي ضيق مليئ بالحفر..مشي بجوارها و قال غاضبا انا ايه اللي جبته لنفسي ده!
كان محقا فقد كان متعجبا من نفسه بشده واهتمامه بتلك التي هبطت عليه امس من النافذه وصار يشعر انها مسؤلة منه منذ ان قرر ان يخفيها عن عدوي وكأن السنين عادت به للوراء.. يري نفسه يحمي الضعفاء من شرعدوي و يعتبر سلامتهم مسؤليته الشخصية.. كان جاد في امر ان يبقيها لديه حتي ينسي عدوي امرها كان يشفق عليها منه. القي نظرة عليها وهي تسير الي جواره رافعة رأسها في شموخ و مسرعة في خطواتها الثابتة.. انها تتحداه تثبت له انها ليست خائڤة تأمل وجهها.. انها جميلة حقا كيف صمدت كل هذا الوقت في بؤرة الفساد عند المعلم مرعي حيث الكلاب و الذئاب.. واضح انها عانت الكثير وغالبا هذا سبب تشككهها وارتيابها الدائم و عدم ثقتها في اي شخص.. لقد المه كثيرا صړاخها اثناء النوم. .اكيد هناك من حاول ايذائها او اذاها بالفعل.. لكنها تبدوا ايضا عنيدة مقاتلة لا تستسلم بسهولة.. لقد جائتها الجرأة بالفعل وطعنت عدوي.. يا لها من شجاعة! ثم اصرارها علي مقابلة الريس عبود..انها مقدامة ولكن للاسف غشيمة! لن يهتم بها.. ان بينه و بين المعلم مرعي مصالح حتي وان كانت قليلة او ان كان هو لا يفضله لكن لن يحدث ابدا ان يبدي الريس عبود فتاة مثلها علي معلم كبير في مكانة المعلم مرعي.. سيرسلها اليه في صندوق..
شهد باستنكار ممزوج بحدة وغباء رحلة ايه يا خويا
جو يعني سفرية! سفرية شغل.. انا ادري بقي ..عيب عليكي..
شهد سفرية يعني مش موجود
جو ده ايه الغباواة دي لا مسافر بس موجود.. ايوة مش متنيل!
توقفت شهد عن السير بدي عليها الاحباط الشديد
شهد طب وراجع امتي
جومش باين لسة بس انا هيجيلي الخبر في ساعتها
نظر اليها پغضب وقال مستنكرا عيب! انتي معاكي جو.. بصي حواليكي.. حاولي تحطي عينيك في عين اي حد مش هتعرفي.. محدش هيفكر يرفع عنه عليكي من اساسه.. وتقوليلي حد يقول لعدوي! انتي معايا!
الا انها بطبيعتها المتشككة لم تقتنع برغم انها لاحظت بالفعل تجاهل اي رجل النظر مباشرة اليها وهي تقف مع جو في منتصف الطريق فسارت بسرعة متوجهة لبيته و دخلت من الباب و هو يتبعها في نفاذ صبر..
جلست علي الكرسي و اسندت كوعيها علي مائدة ووضعت كفيها علي رأسها وقالت محدثة نفسها اعمل ايه بس يا ربي اعمل ايه
جلس امامها علي السرير و مال للامام لينظر مباشرة في عينيها وقال بهدوء انا اقولك تعملي ايه.. اعدي هنا في حمايتي لحد الريس عبود ما يرجع.. ولو عايزة تشتغلي اشغلك في اي حاجة غير كارك..مش عايزين لبش
كان هناك شيئا في اسلوبه معها يثير حيرتها.. لم يهتم و كيف يكون بهذه الدرجة من الاهتمام ثم تلك النظرات الحانية.. لم تري شي من هذا القبيل ابدا..ماذا عساه يريد منها
فقالت حاجة زي ايه معرفش اشتغل حاجة تانية..
فقال بنات كتير هنا بيشتغلوا في المحل اللي ورانا.. ممكن تقدمي طلبات هناك تنضفي تغسلي كوبيات
شهد باستنكار نعم! اغسل ايه انت متعرفش انا مين دانا الوحيدة
اللي معلم مرعي اداني بدروم لوحدي انام فيه و كان العيال الصغيرة بتجبلي طلباتي..قال اغسل قال!
نظر اليها بنفس الهدوء وقال خلاص ارجعي للمعلم مرعي مدام مدلعك اوي كده..علي رأيك حدي يلاقي الدلع و يروح يغسل
صمتت في مرارة ثم قالت بيأس طب اقدم طلبات ..بلاش غسيل
ابتسم في رضا فقالت هي بتخوف وهتاخد كام مني
اتسعت ابتسامته و قال ولا مليم.. اللي هيدهولك عطا صاحب المحل كله ليكي.. معلش مسيرك تعرفيني كويس وساعتها هتبطلي الاسئلة الخايبة دي
ذهلت من الاجابة.. انها امام كائن اسطوري.. فالبداية حماها و اواها و اطعمها والان يأتي لهل بمصدر رزق و لن يأخذ منها شيئا مقابل ايا من ذلك.. هل هناك شيئا كهذا! ام ان الحساب سيكون ثقيلا لاحقا!
قالت انت بتعمل معايا كده ليه
جو متعجبا بعمل ايه
اشارت بيديها اشارات عصبية محاولة شرح ما تعني وقالتكده.. الحجات دي..
ابتسم وقال طب لما تعرفي تتكلمي ابقي تعالي فهميني.. خلينا نفطر دلوقتي وباليل اخدك لعطا
واتي بكيس مليء بشطائر كان موضوعا علي السرير ووضعه علي المائدة قائلا انا باخد كل يوم فطار وصاية.. افتحي يلا
ولما وجدها محرجة مد يده لها بشطيرة يتساقط من جانبيها الفول الشهي اخذهتها بحرج فاشاح بوجهه عنها و هو يتناول احدي الشطائر حتي تأكل بلا حرج.. واضح انها حساسة من موضوع الاكل..
وفجأة بلا سابق انظار اطلت عليهم فتاة من نافذة البيت بابتسامة واسعة و ضحكة رقيعة قائلة يا جو...
ويبدوا انها صدمت لرؤية شهد فانقلبت الابتسامة لوجه عابس وقالت بمياعة عشان كده بأة مجتش امبارح... عندك ضيوف!
قال جو بابتسامة خبيثة علي النعمة ده احلي صباح من الصبح.. انا جيت امبارح بدري ومشيت وانت يا قمر اللي مكنتش موجود
فقالت وانا يعني من امتي باجي بدري.. السهرة عند عطا متحلاش غير متأخر وانا ورايا شغل قبليه
كانت الفتاه تتحدث و عينيها لم تفارق شهد..
فقال جو مشيرا الي شهد دي شهد.. يمكن تشتغل عند عطا من انهاردة وقاعدة ضيفة هنا كام يوم
فقالت الفتاه لشهد بابتسامة صفراء اهلا يا حبيبتي انا زوزو..
ابتسمت شهد في توتر و اومأت برأسها فكل ما يسيطر علي فكرها الان ان تكون تلك الفتاه او احد معارفها هم حبايب عدوي و بالتالي يصله خبر وجودها هنا.. ما كان يجب ان يذكر جو اسمها للتلك الفتاة..
زوزو قبل ان تذهب اشوفك بلليل يا جو
.. مما اصاب شهد بالاشمئزاز.. يبدوا انه في النهاية رجل ككل الرجال .. و ليس كائنا اسطوريا كما كادت ان تظن..
قالت شهد دي صاحبتك
جو بفخر نفسها.. بس انا مصاحبش ابدا
شهد مستنكرة ومندهشة انا بأه اول مرة اسمع راجل يقول الكلمة دي..
جو الحب ضعف .. جارد زيي ميانفعش يحب واحدة.. يبقاله نقطة ضعف .. دراع يتلوي منها.
شهد باستخفافانا بسأل صاحبتك..ماشي معاها يعني حب ايه! ايه كلام النسوان ده!.
خبط يوسف يده پعنف علي المائدة مصدرة صوت قوي وقال بنبرة محذرة دي اخر مرة لسانك يطول.. المرة الجاية هقطعهولك.
ارتج جسد شهد للخبطة و بقيت تنظر اليه علي اثر الخضة فاتحة فمها قليلا وعيناها مليئة بالخۏف..
فصاح بحدة اتهببي خلصي اكل..خلينا نخلص
فتركت باقي الشطيرة التي بيدها وهمت بالقيام ممتثلة في ذعر فصاح فيها مشيرا الي الشطيرة خلصي كله!
فعادت وامسكتها بسرعة و دستها في فمها واستمرت تأكل في سرعة وصمت و خوف..
كاد ان يضحك فها هو يصيح فيها كأنها طفلة كي تكمل طعامها و المضحك اكثر انها استجابت بطريقة طفولية و هي تحشر الشطيرة حشرا في فمها.. وما ان انتهت حتي قال بنفس النبرة كلي واحد تاني!
فنظرت اليه مستعطفة و فمها مكتظ بالشطيرة الاولي واشارت بيدها بمعني انها لا تستطيع وقد امتلأت معدتها.. فقال هو طب قومي اعملي شاي
فقامت بسرعة و هي مازلت تبتلع ما في فمها.. كانت مستأة و خائڤة كيف استطاع ان يتحول من تلك الطريقة الخانية الي هذا الاسلوب المخيف تعجبت من اصراره علي ان تكمل طعامها ..ماذا هل سيذبحها في العيد
وقفت بجوار الموقد منتظرة ان تغلي المياه في البراد وقد عقدت يديها علي صدرها في توتر و يبدوا انها بذلت جهدا لتستجمع شجاعتها وقالت بكلمات متقطعةعلي فكرة انا مبحبش حد يزعق فيا.. انا سكتلك بس عشان انا اللي ابتديت بالغلط.. لكن يكون في علمك تاني مرة تشخط فيا كده مش هسكتلك
كان مشغولا بتنظيف مسدسه و قد تعمد الا ينتبه اليها وحتي بعد ان وضعت الشاي امامه لم ينظر اليها بل قال اتركني علي جنب بأه شوية لحد لما اخلص
ذهبت الي النافذة و اطلت منها في صمت و وجها ينم عن الڠضب يجب عليها ان تتحمله الي ان يعود الريس عبود هو مأواها الوحيد الان..
لمحت شابا يتوجه ناحية البيت و وقد القي نظرة عليها و هو عكس ما كان يفعله الرجال من المارة