ديانا ماريا
خداع قاسى
انت في الصفحة 1 من 22 صفحات
سكريبت
فيه حاجة أنا كنت متردد أقولك عليها دلوقتي لازم تعرفي أنا هتجوز.
نظرت له بعيون متسعة من الصدمة إيه هتتجوز إزاي يعني تتجوز على ماما أنت اټجننت!
نظر لها بصرامة ووبخها بنبرة حادة بنت احترمي نفسك! أنا مقدر صدمتك إنما مش هسمح لك تتكلمي معايا من غير إحترام.
لم تبال وهي تقف أمامه بجرأة وتتابع الحديث پقهر قول بقى أنك علشان كدة طلقت ماما أكيد كان فيه حرباية بتلف عليك علشان تاخدك منها وأنت ما صدقت علطول جريت وراها ونسيت عقلك.
وضعت يدها على وجنتها پصدمة كبيرة وناظرته بعيون دامعة لقد كانت هذه أول مرة يرفع والده يده عليها في سنوات عمرها الأربعة عشرة كلها!
تنهد أمجد الذي جلس ووضع رأسه بين يديه يفكر والهم يكتنفه بسبب ابنته ذات الرأس العنيد والطباع الصعبة التي لم يستطع ترويضها رغم محاولاته العديدة كان يحتاج لمشورة ومساعدة فلم يجد أفضل من أخته حتى يفضي إليها بما في نفسه.
تجهمت ملامح وجهه وأجاب بضيق أنا قولت لداليا وزعلت جدا يا نورا.
ردت أخته نورا بسخط ماتزعل ولا تتفلق أهم حاجة تشوف نفسك.
زفر أمجد وهو يشعر بالضغط يثقل كاهله بس دي بنتي يا نورا ومش عايزها تكون زعلانة عايزها على الأقل تكون متقبلة اللي هيحصل علشان حياتنا في المستقبل للأسف أنا اتعصبت لدرجة ضړبتها بالقلم.
رد أمجد بنبرة منزعجة أنت بتقولي إيه يا نورا دي بنتي أكيد هزعل لو ضړبتها حتى لو هي غلطت أنا عمري ما مديت إيدي عليها.
انفعلت نورا قائلة دلعتها كتير اجمد عليها شوية بقى مش كفاية كل ما بشوفها بشوف قدامي وش أمها اللي ما صدقنا خلصنا منها.
هدأت نورا وحاولت تغيير الموضوع حتى لا تعكر مزاجه أكثر خلاص يا حبيبي متضايقش نفسك المهم تفكر في نفسك دلوقتي هنروح للعروسة بالليل بإذن الله جهز نفسك من بدري.
تنهد أمجد وقال بطاعة حاضر يا حبيبتي يلا مع السلامة.
أما داليا حين دلفت لغرفتها ارتمت على سريرها وانهمرت في البكاء بحړقة لا تصدق أن والدها رفع يده عليها لأول مرة في حياته.
وضعت يدها على خدها وهي تفكر أن والدها تغير بمجرد أن فكر في الزواج فماذا سيفعل بعد أن يتزوج
تذكرت والدتها پألم لقد اشتاقت إليها كثيرا ولكن والدها منعها من رؤيتها حين انفصلا منذ ثلاث سنوات ولم ترها منذ وقتها وقد اشتاقت إليها كثيرا والآن يجب عليها أن تتحمل إمرأة جديدة تحل محلها!
لم تدر لمن تشكي همها فاتصلت بصديقتها المقربة وهي تبكي أيوا يا ملك أنا مخڼوقة أوي يا ملك.
ردت
ملك پذعر في إيه يا داليا أنت بټعيطي حصل إيه
أجابت داليا بنبرة متحشرجة من بين بكائها بابا...بابا هيتجوز واحدة تانية غير ماما وضړبني!
شهقت ملك بعدم تصديق إيه ضړبك وهيتجوز أنا مش فاهمة حاجة خالص.
تابعت داليا البكاء فتابعت ملك بعطف أهدي بس واحكي لي.
هدأت داليا لتخبرها بما حدث وختمت حديثها قائلة پقهر تخيلي يا ملك هياخد واحدة غير ماما وأنا مشوفتش ماما من سنين ليه ميرجعش لماما وكمان بيضربني من أولها!
قالت ملك بحزن معلش متزعليش يا داليا.
مسحت داليا دموعها پعنف وقد قالت پحقد أنا مش عايزة الجوازة دي تتم أبدا أنا مش عايزاها تدخل بيتنا وتاخد مكان ماما.
قالت ملك بتساؤل طب هتعملي إيه
هزت رأسها وردت بحيرة مش عارفة بس لازم امنعه يروح لازم ألاقي حل.
فكروا قليلا حتى قالت ملك فجأة أنا عندي فكرة!
تجهز أمجد وقد ارتدى ملابس مهندمة أنيقة مكونة من قميص أبيض وبنطال أسود رسمي نظر لنفسه في المرآة وهو يكمل تجهيز نفسه فكان يبدو أصغر من عمره الذي بلغ أربعين عام منذ فترة قصيرة وشعره مازال يحتفظ بسواده مع ظهور بعض الشعيرات البيضاء على جانبيه.
كان على وشك الخروج حين نظر لغرفة ابنته وفكر أنه لا يريد الخروج وتركها حزينة ربما عليه التحدث معها قليلا الآن ربما حتى يصفي الأمور بشكل مبدئي بينهما.
دق على باب غرفتها وقال بهدوء داليا.
لم يجد رد فطرق الباب مرة أخرى وتابع بجدية لو سمحت يا داليا بلاش زعل دلوقتي وخلينا نتكلم مع بعض زي ما متعودين دايما.
تعجب وبدأ يتضايق لأنه أعتقد أنها تتجاهله فطرق بقوة أكبر حين لم تفتح جرب فتح الباب ليجده مغلق.
استغرب بشدة وحاول فتح الباب دون فائدة فقال بصوت عالي افتحي يا داليا عيب كدة تسيبيني واقف على الباب!
تغلغل القلق داخل قلبه من عدم رد ابنته عليه ولم ينتظر ثانية أخرى وبدأ يدفع الباب بكتفه حتى كسره.
توقف مكانه للحظة حين وقعت عيناه على ابنته فصړخ بفزع داليا!
الجزء الثاني
أسرع أمجد لابنته الممددة على الأرض ورفعها بهلع.
كان واضح أنها فاقدة للوعي فضربها أمجد بخفة على خدها محاولا افاقتها داليا ردي عليا!
حين وجد أن ما يفعله بلا جدوى رفعها على الفور بين ذراعيه وركض بها حتى يسعفها للمستشفى.
كان أمجد ينتظر بالخارج بعد أن أخذ الأطباء ابنته ودلفوا للداخل لقد اتصل بأخته حين تمالك نفسه قليلا ليخبرها بما حدث وحتى تعتذر من الناس الذين في انتظارهم.
أتت أخته بعد قليل مع زوجها وأولادها تقول بقلق في إيه يا أمجد داليا حصلها إيه
كان أمجد يقف مستند للجدار خلفه فرفع نظره لفوق وهو يردد بحزن مش عارف دخلت لقيتها واقعة على الأرض ومش بترد عليا خالص.
ربتت نورا على كتفه تحاول مواساته طب متقلقش يا حبيبي بإذن الله هتبقى كويسة وبخير.
تنهد أمجد دون أن يجيب وقلبه ملئ بالذنب ناحية ابنته الوحيدة بالتأكيد لقد حزنت مما حدث حتى أثر عليها وأوصلها لتلك الحالة.
خرج الطبيب فسأله أمجد بلهفة أخبار بنتي إيه يا دكتور
رد الطبيب بجدية وبوجه عابس الحقيقة قدرنا نلحقها بس عملنا لها غسيل معدة علشان الحبوب اللي كانت واخداها.
عقد أمجد حاجبيه باستغراب شديد حبوب إيه يا دكتور
شريط فارغ من الحبوب لم يعره أي اهتمام لأن كامل اهتمامه كان منصبا على ابنته حينها.
رفع يده لجبهته بسبب الألم الذي بدأ يطرق في رأسه وضعت نورا يدها على كتفه بعد ذهاب الطبيب.
قالت نورا بعطف متزعلش يا حبيبي هتبقى كويسة وبخير متعملش في نفسك كدة.
ساعدته على الجلوس فتقدم زوجها ليواسيها بينما راقبت نورا أمجد الصامت بقلق ظلوا في انتظار الطبيب حتى خرج منرة أخرى فأسرع له أمجد وقال پخوف بنتي عاملة إيه دلوقتي يا دكتور
زم الطبيب شفتيه ورفع حاجبيه قبل أن يقول بنبرة عفوية ممكن نتكلم كلمتين على انفراد يا أستاذ أمجد
أصابت الحيرة أمجد من سلوك الطبيب ولكنه وافق وابتعد معه قليلا حتى يحدثه على انفراد.
ابتسم الطبيب نصف ابتسامة بصراحة مش عارف ابدأ منين بس بنت حضرتك كويسة جدا الصراحة بس أنها كانت واخدة على خاطرها شوية منك علشان تعمل كدة.
تنهد أمجد وهز رأسه موافقا وهو يحدق للأرض فوضع الطبيب يده على كتفه وتابع مش عايزك تشيل الهم بنتك لما جت قالت لنا أنها واحدة حبوب وأحنا عملنا اللازم بس بعد الفحص الدقيق لقينا أنه كلامها مش صح مية في المية.
زفر أمجد بنفاذ صبر يعني يا دكتور لو سمحت خليك واضح أعصابي مش مستحملة.
أجاب الطبيب بخفة يعني هي خدت كام حباية ميعملوش ليها أذى حقيقي من الآخر هي حبت تقلقك عليها مش أكتر.
استوعب أمجد كلام الطبيب بسرعة فظل صامتا وهو يحدق أمامه بتفكير أردف الطبيب بعطف من حالته نصيحة ليك متتسرعش وتغضب منها أنا مقدر موقفك ومشاعرك دلوقتى بس متحكمش عليها حاليا أهدى الأول بعدين أحكم على الأمور وساعتها أتصرف.
تنهد أمجد وهو يغمض عينيه ثم فتحها مرة أخرى وهو يبتسم للطبيب بامتنانشكرا لحضرتك يا دكتور على تعبك.
عاد مرة أخرى لأختها وزوجها التي قالت باستياء حين وصل قالك أنه الهانم لعبت عليك صح أنا سمعت ما حاجة وفهمت مش قولتلك أنت اللي دلعت على الآخر!
حدق إليها أمجد بصرامة وقال بنبرة حازمة نورا مش عايز كلام خالص دلوقتي فاهمة
نفخت بضيق ولكنها أطاعته وصمتت بينما دلف أمجد لغرفة ابنته التي كانت تفكر حينها بقلق هل يمكن أن يكتشف والدها لعبته التي اتفقت عليها هي وصديقتها ماذا ستكون ردة فعله حينها
حين سمعت الباب يفتح تظاهرت فورا بالنوم وقلبها ينبض بشدة من التوتر.
دخل أمجد ونظر لها لبرهة فتوترت أكثر وهي بالكاد تتظاهر بالنوم بشكل طبيعي حتى لا يكشفها.
أغلق الباب ورائه وتقدم ثم جلس بجانب السرير فحينها علمت داليا أنه سيكشفها إذا بقيت تتظاهر ففتحت عيونها ببطئ تتظاهر بالاستيقاظ وتنظر لوالدها بعيون شبه مفتوحة وهي تقول بنبرة تعب مزيفة أنا فين
نظر لها والدها وعلى وجهه تعبير غير مقروء وتحدث بنبرة غامضة في المستشفى وأكيد عارفة ليه.
أبعدت نظراتها بتوتر عنه وقالت بلوم معملتش كدة بمزاجي بس حسيت بالزعل واليأس ومحسيتش بنفسي.
لم يرد وهو يحدق إليها متفحصا فاستدارت داليا للناحية الأخرى لأنها أحست بشيء غامض في والدها وحتى تبين له انها مازالت غاضبة منها وترفض التحدث معه.
خرجت من المستشفى بعد ساعتين وقد انزعجت من وجود عمتها التي نظرت لها بعدم رضى بسبب ما فعلت وطبعا قد أفسدت خطتهم بالذهاب لتلك العروس ولكنها كانت سعيدة بنفسها.
ذهبت لغرفتها حالما وصلت وحين خرج والدها تواصلت فورا مع
صديقتها وأخبرتها بما حدث وهي سعيدة اعتنى بها والدها في الأيام التي تليها وقد انتهزت داليا تلك الفرصة حتى تتدلل على والدها كما تريد وقد ضمنت أن فعلتها أوقفته عن ذلك الزواج.
كانت جالسة تذاكر دروسها في صالة المنزل حين دخل عليها والدها وبين حقيبة ملابس فنظرت له بتعجب.
ابتسم ثم مد يده وأمسك بيد سيدة دخلت للمنزل كانت سيدة أنيقة في الثلاثينات من عمرها تقف وتبتسم بلطف أمام داليا