السبت 30 نوفمبر 2024

وسام الاشقر

يوسف وغزل

انت في الصفحة 42 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز

علي هزيمته وقهره يكابد كثير عدم إظهارهما يكفيه خزيه امام نفسه ليسمع فجأة صوت رنين هاتفه ولكنه لم يبدي رغبة في الرد انتظر وانتظر حتي ينقطع الرنين وهو علي ثباته واستلقائه ليعود مرة اخري الرنين فيمد يده يخرجه من جيبه فيجده أخيه ليسرع بغلق هاتفه حتي لايزعجه احد مستسلما لنومه فاخر شخص ممكن ان يتحدث معه حاليا هويامن 
بعد مرور اربع سنوات
يجلس خلف مكتبه مرتديا نظارته الطبية السوداء التي بدأ يلجأ اليها مؤخرا يراجع بعض الأوراق التي تحتاج إمضائه فهو اصبح دائم الحضور لمتابعة أعماله لتأتي منه لفتة اعتاد عليها لشئ ساكن فوق مكتبه بجوار
يديه اليمني فهو إطارين بهما صورتان لأجمل مارأت عينه كان حريصا علي الا تختفي عن عينه لحظة واحدة حتي تقبض روحه منذ اربع سنوات ليبتسم پتألم وېلمس الإطار باصبعي السبابة والإبهام حتي تواجهه صورتها بفستان زفافها وابتسامتها المشرقة تدل علي سعادتها اما الصورة الاخري فكانت لها أيضا ولكنه التقطها لها خلسة عندما كانت محتجزة
بالشالية الخاص وكانت تنظر
للبحر من أمامها تاركة لخصلاتها البنية الحرية شاردة في أيامها التي كانت تجهل انها تحمل فيها الكثير من الالم فاليوم الذكري الرابعة لاختفائها من حياته وفقدانه لها للأبد 
فيأتي طرقا علي الباب ويدخل شادي بملامحه القاتمة كما اعتاد عليه منذ سنواته الأخيرة ليقول مختصرا برسميةحضرتك خلصت الأوراق ! لينظر له يوسف بهدوء ينافي ضيقة من تصرفاتهلسه ياريت تقعدلحد ما اخلص الورق 
فيسمع زفرة قوية خرجت من شادي ليجلس متضررا فيكمل موجهها حديثه للأخير وهو مستمر في الاطلاع علي الأوراق مستعجل ليه علي الأوراق مش لسه شوية علي ميعاد الانصراف ! 
كان يسأله وهو يعلم سبب استعجاله لأخذ الأوراق ولكنه يريد الضغط عليه ليفصح غما يجيش به قلبه منذ سنوات ليجيبه مختصرا بدون النظر اليه عندي مشوار مهم 
ليسأل يوسفعيد ميلاد غزل مش كده ! فيتحرك من خلف

مكتبه مستندا علي عكاز خشبي ليسير بصعوبه مټألما بسبب إصابته بقدمه اليمني التي خضعت للكثير من العمليات الجراحية لتركيب الشرائح المعدنية بها يفتح خزانة خشبيه ويخرج منه صندوق ملفوفة بأوراق الهدايا الامعة ومربوط بأشرطة من الستان الزهري ويتقدم بعرج يضعها امام شادي علي المكتب قائلا ياريت توصل الهدية دي بما اني ما اتعزمتش وكمان هكون شخص غير مرغوب فيه 
شادي بسخرية ايه اللي مخليك واثق ان الهديه مش هترجع زي كل سنة يوسف بابتسامة محاولة مش اكتر ومتنساش انه واجب عليا لولا أنهم مش حابين يشوفوني 
ليمد يده بالأوراق ويقولتقدر تمشي بدري عشان تلحق مشوارك فيقف شادي ممسكا بالصندوق الضخم متضررا والأوراق وقبل ان يخرج سمع صوت يوسفمش ڼاري تسامحني ياشادي ! لم يلتفت له فيحيبه صاحبة الشأن لما تبقي تسامحك نبقي نسامحك وانا هنا موظف زي اي موظف عن إذنك يا يوسف بيه 
الفصل الثلاثون 
قراءة ممتعة 
ليمد يده بالأوراق ويقولتقدر تمشي بدري عشان تلحق مشوارك فيقف شادي ممسكا بالصندوق الضخم متضررا والأوراق وقبل ان يخرج سمع صوت يوسفمش ناوي تسامحني ياشادي ! لم يلتفت له فيحيبه صاحبة الشأن لما تبقي أسامحك نبقي نسامحك وانا هنا موظف زي اي موظف عن إذنك يا يوسف بيه 
في حديقة الفيلا الصغيرة يكثر زينة أعياد الميلاد والبالون الملون بالأبيض والزهري وكلمات التهنئة المكتوبة بالحرف الإنجليزية اللامعة بجانب شرائط الإضاءة الملفوفة علي الأشجار يتقدم للأمام حاملا هديته وهدية المدعو يوسف وهدية زوجته التي اصرت علي انتقائها بنفسها ويتقدما معا لدخول الفيلا الصغيرة ليقول بصوت عالي يا أهل البيت اللي هنا هو مافيش حد ولا ايه ياخد الحاجه مننا ليظهر جاسر من الداخل قائلاأهل البيت ظهروا بطل دوشة بس صدعتنا مهنئا له وتقوم سمية بتحية جاسر ليدخلهما قائلا ادخل جوه الجماعة مستنين حضرتك من بدري وانت اتأخرت قلبينها محزنة ادخل خد من الحب جانب ليتقدم حتي يحمل عنه الهدايا فيرفض شادي لا انا لازم اديها هديتها بنفسي ويغمز بعينه هامسا بإذن جاسر يمكن انول الرضا منها ليهز جاسر راسه بيأس قائلا ابقي قابلني لو حصل 
ليجيبه بمداعبة ساډياطلع انت منها وهي تعمر 
يدخل علي حجرة الضيوف فيري الطابع الأسري يشوب الغرفة والترابط الوثيق يقول السلام عليكم احنا اسفين اتأخرنا وعطلنا الحفلة 
فيجيبه محمد ومين سمعك ما انا لسه مخلص زيك وداخل من شويه يادوب عديت علي سوزان وحينا لتحييه سوزان ذات البطن المنتفخة ليقول شادي عاملة ايه ياسوزان اخبار هناء وشرين ايه ! لتعبس قائلة انت عرفت منين انهم توأم وتنظر لمحمد موبخة قائلة اكيد استاذ محمد اللي قال في الشركة مع اني منبهه عليه ان معارفنا بس اللي يعرفوا لتبتسم سمية وترفع يدها مستسلمة انا مقولتش ليه علي فكرة حوزك اللي قال ينظر لها شادي بلوم انتي عارفة ومخبية ماشي ياسمية لما نروح سمية بضحكطيب انا
ذنبي ايه وانت وهو مش بيتبل في بوقكم فوله وبصراحة انا خاېفة تتحسد 
مين جايب سيرة الحسد قالتها ملك بصحك فتكمل حديثها لائمة شاديعلي فكرة غزل زعلانة جدا 
ملك مؤنبة جاسر!! الناس 
بعد انتهاء الحفل وتقديم الهدايا ظل صندوق الهدايا الخاص بيوسف موجود علي المنضدة المنتصفة الحجرة وكلا منهم ينظر لها بشرود لتقول ملك رجع الهدية يا شادي وخليه يبطل يرسل هدايا لبنتي لان هداياه كلها برميها بالژبالة 
ليقول محمد پغضب انا نفسي أسيب الشركة انهارده قبل بكرة بس اللي ضاغط
عليا افضل حق غزل في الشركة اللي لازم هيرجعلها فيوم
من الأيام ليجيبه شادي ومين سمعك ! انا كمان بعد ما قدمت استقالتي وجاسر عرض عليا اشتغل معاه رجعت سحبتها عشان خاطرها 
لتتسأل بتوترسمية انتو ازاي متأكدين ان غزل عايشة رغم من يوم اختفائها مش عارفين عنها حاجة محمد بحزن انا قلبي حاسس مادام ماسمعناش عن وافتها حاجة تبقي عايشة 
شادي بتساؤلهو يامن ما اتكلمش ! لتجيبه ملك يامن كل فين وفين اما بيتصل بس عمره مانسي يوم عيد ميلاد غزل واكيد هيتصل ليصدح رمين هاتفها فتقول بسعادة مش قولتلكم اهو اتصل الو ياحبيبي يامن وحشتني اوي وانت طيب ياقلب اختك غزل عندها دلوقت تلت سنين اه ياسيدي مستنين العريس بسرعة كده طيب مش هعطلك عن المستشفي يامن ابقي كلمني مع السلامة 
لتتنهد قائلة بيسلم عليكم قفل بسرعة عنده عمليات مش عارفة ايه اخرة الغربة يرجع ويبقي معانا مابقاش ليا غيره من بعد ماعمي ماټ بحسرته 
ليقول جاسر الله يرحمه 
ليقول محمد متعجبايامن ماقالش هو فين دلوقتي ليجيب شادي دايما بيقول متنقل من لدولة لدولة 
جاسراي

ياجماعة هنقلبها نكد ده عيد ميلادغزل الصغيرة والله وتجيبه ملك بدموع محصورةوعيد ميلاد غزل الكبيرة برده ربنا يردها لينا 
في المساء يدخل حاملا قالب من الخلوي وباليد الاخري حقيبة العمل فيغلق الباب بقدمه ويقوم بالنداء عائشة ! عااائشة 
لتهرول سيده في منتصف العقد الخامس تمسح يدها بقطعه قماش لتقول بلغتها التركية دكتور يامن !! لتندفع تحمل عنه قالب الخلوي والحقيبة فيخلع جاكيت ملابسه ورباط حذائه ليقول اثناء ذلك بنفس اللغه أين سيدتك ! تنظر يمينا ويسارا بريبة واهمس بالأعلي 
لعقد حاجبهلما تخفضين صوتك احدث شي لم اعلمه! تجيبه متحسرةبلي داهمتها احدي نوبات الڠضب لينقلب الحال فجأة لبكاء هستيري وهي الان تغلق الباب علي حالها رافضة الحديث ليهز راسه متفهما ويستمر في الصعودسأري مابها وانتي أعدي العشاء 
يصعد درجات السلم بهدوء فلقد اعتاد موباتها المؤلمة التي تداهمها من الحين للآخر وهو متقبلها يعلم انها ترفض حياتها وثائرة عليها ولكن ليس بيده شئ يطرق الباب بهدوء طالبا الأذن بالدخول فيجد الحجرة خالية ويبحث عنها حتي يجدها متقوقعة ضامة أرجلها ل مخفية وجهها في أرجلها بجانب الحجرة في الظلام ليضئ أزرار الإضاءة فتصرخ بوجهه طالبة إغلاق الأضواء فيلبي رغبتها ويتحرك بهدوء جالسا بجوارها مستندا ظهره للحائط فيرفع يده ېلمس خصلات شعرها البنية التي تسحره من اعلي رأسها لنهايته ليقول ممكن اعرف حبيبتي زعلانه ليه فتهز رأسها رافضه فيكمل طيب انتي اخدتي علاجك انهارده ولا هربتي كالعادة اصل حالتك دي بتقول انك هربتي لترفع رأسها پغضب والدموع مغرقة وجهها صاړخة انا مش عاوزة مش عاوزة انا مش مجنونه يايامن فاهم لتقف بتشنج متحركة وتقف امام النافذه المفتوحة ويتطاير خصلاتها الطويلة التي حرص علي يضع به مقص لمده الاربع أعوام حتي استطال لآخر ظهرها كأنه بذلك يعوضها مافقدته من قبل يقف خلفها يقول وهو ممسك خصلاتها الناعمة تعرفي ان بعشقك ريحة شعرك لينقبض قلبها من هذه الحملة كأنها سمعتها من
قبل ولكنها نهرت نفسها مستغله غزله لها لتلتف اليه ولا يفصلهما الا خطوة واحدة وتقترب منه قائلة باهتزازبجد بجد يامن ! بتحب ريحة شعري ليبتسم لها ويمسك وجهها بكفيه طبعا بمۏت فيه انتي ناسيه ان اتخانقت معاكي لما صمتي تقصيه ورفضت وخبيت منك المقصات لتضحك باهتزاز وتقترب منه لتشعر بأنفاسه المتوترة ضربات قلبه التي تسارعت من قربها فكل هذا يؤكد لها انه يحبها لتقول وانا يايامن ! بتحبني! فتهتز ابتسامته ويجلي صوته طبعا ياغزل بحبك طبعا 
يامن انا انا انت ايه! ارجوك افهمني ليقطع حديثها فاهمك ياغزل وحاسس بيكي انتي اللي فاكرة ان مش فاهم 
طيب في ايه ! ماتقوليش حالتك الصحية ووضعك وظروفك عشان زهقت من المبررارات دي 
لا مش هقولك بس ممكن نأجل كلامنا لحد ما نحتفل مع بعض انا شاري تورتة الشيكولاته اللي بتحبيها بس بشرط تاخدي العلاج قدامي لتهز رأسها بالموافقة وتنصرف بسرعة تاركه شخصا مټألم يحارب نفسه ويكابدها منذ سنوات
ليشرد في يوم منذ اربع سنوات عندما أتاه اتصال مجهول اثناء تواجده مع تقي بالمطبخ ليخبره بمكان احتجاز غزل بالساحل 
ويندفع متجها للمكان المذكور بعد ان ساعده المجهول الدخول ووصفه لكيفية الدخول 
يدخل يامن بأرجل مهتزة وړعب من ان يشعر به يوسف ويفشل في انقاذه من القټل ويقوم بفتح الحجرة التي حددت لهايصدم من المشهد الدموي وتسير بروده في عروقه من الصدمة يجدها ملقاه علي الأرضية الباردة حليقة الرأس تملأ وجهها وجسدها الچروح السطحية والغائرة التي تحتاج تقطيب ولكن ما ألمه اكثر ان بعض الچروح بدأت في التقيح والالتهاب ليري چرحا في الرأس علم 
لا تستجب ليعزم
بلهفة غزل !! انا يامن ماتخافيش انا معاكي لتبتسم بصعوبة مرددة اسمه وبعدها غابت عن الوعي 
يفيق من شروده علي رسالة تذكير علي هاتفه تذكره بموعد ميلاد ابنة اخته ملك أكان يحتاج لرسالة فنفس يوم ميلاد ابنة اخته تصادف مع ميلاد غزل 
فيقوم بالاتصال ليهنئها وبعد إغلاق الاتصال 
يذهب ليجلس علي حافة الفراش فتعود ذاكرته 
يامن بلهفة طمني الاول عليها 
الطبيب بتوترمااخبيش عليك الحاله جسديا ممكن نقول عايشه لكن فيها
41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 56 صفحات